الجزء الحاديه والخمسون

739 46 1
                                    

أكد على كلمة طالب وكأنه قصد أن يظهر لي أنه مهندس و(منير) طالب مستخدم لديه. . أجفلت قليلاً ثم قلت:

- لا. .. لا شيء. ..

- كيف تقولين هذا لاتكذبي ... كنتمنا تتحدثان معاً منذ ربع ساعة ... راقبتكما جيداً وأنتما لا تشعران بوجود الآخرين حولكما. ..

احسست بخجل كبير يتعريني لسماعي تلميحه هذا .. فالحق معه .. كيف أخطب هكذا .. وفي الممر .. إن (منير) لم يحترمني عندما طلب مني ذلك. ..

- أنا آسفة أعدك ألا يتكرر ما حدث بعد الآن ...

قلت هذا وأردت الذهاب فمنعني وأكمل بإصرار

-لكنك لم تخبريني  بماا قاله لكِ؟

ابتسمت وقلت:

-عدنا إلى موضوع الفضولين! !

وبدلاً من أن يبتسم تألم اكثر وقال:

- ما هذا الهراء. . أنت ابنة عمي ، ولي  الحق في أن أراقبك ، وأراقب تصرفاتك وأعرف  ما تفعلين ... من أمور سيئة! !

دهشت  لكلامه ولا شك أن الدهشة ظهرت على وجهي لأني رأيته يتراجع وتلين ملامح وجهه عندما تطلعت اليه قائلة:

- كيف تسمح لنفسك أن تقول لي مثل هذا الكلام ..أنا ... أأنا يا (سامي) يقال لي ذلك ؟ كم أنت قاس وظالم ، ألم تعرفني بعد ... إذا كنت إنسانة سيئة فلماذا لم ... أحاول إغراءك. . أنت! ! إنك تهينني جداً. ودون شعور مني تساقطت الدموع من عيني .. ولحسن الحظ كان الممر خالياً..

-كفكفي دموعك الآن .. دعينا من الوقوف هنا ، أذهبي ووقعي دفتر الدخول وسأرسل في طلبك فلا تتأخري، هل فهمت؟...

ودون أن يسمع جوابي تركني وعاد لغرفته ، مسحت الدموع من عيني وفعلت كما أمر .. وجاءني مستخدمه يطلب إحضاري خارطة اليوم السابق معي، أخذتها وذهبت وطرقت باب غرفته فسمعته يأذن لي بالدخول ، في هذه المرة  لا أعلم لماذا أنتابني شعور مغاير  لما سبق ، شعرت أني أخافه، أو ربما أحترمه فهو الآن رئيسي وفوق كل هذا محاسبي لأفعالي في آن واحد ... غفر الله ل(منير)  .. لماذا لم يحسن التصرف ووضعني في موقف أكرهه، وأنا التي أسعى جاهدة ألا ألام على أمر. . المهم شجعت نفسي وقلت أني يجب أن اخف الله فقط وليس البشر وخاصة أني لم أفعل ما يشين ...عند اذ احسست براحة عظمية ...&ألا بذكر الله تطمئن القلوب & .. دخلت ووقفت قرب مكتبه مد يده إلى الخارطة فناولته إياها ، نظر إلي بلوم وعتب ووضع الخارطة على المكتب ثم صرف المستخدم ولم يأذن لي بالجلوس ... بقيت واقفة وأنا أتحاشى النظر إليه ، قال:

-اخبريني ما نوع الرابطة التي بينيك وبين (منير)؟!

- لا شئ. .. والله. .

- إذن. . بماذا كان يحدثك؟

-أخشى ان تنزعج إن عرفت ذلك. .

- لا بأس عليك. . فقط اخبريني ماذا قال لك؟

-إنه. ..إنه كان. ..

-كان ماذا؟

ابتسمت وأنا أجيبه:

-كان يريد أن يطلب يدي. .

سكت لوهلة لذلك رفعت بصري إليه فخيل إلي أن وجهه اصفر للحظات ثم عاد اللون إليه ، ثم قال بعد أن تحشرج صوته قليلاً:

-ماذا؟ يطلب يدك أنت؟ وهكذا في الممر !! ولماذا أنت بالذات؟

-قال أنه شاهد تصرفاتي محترمة ولائقة -بعكس ما تتهمني به أنت - وهو يعرف أصدقاء أخي (حسن) لأنه أستفسر عني وعنه وعن عائلتي ثم جاء يسألني رأيي.

وبتلهف لم اعهده فيه سأل:

-ها. . وماذا قلت له؟

أخبرته بما دار بيننا فقال:

-أحسنت. .. يا للصعلوك. .. سأنقله إلى قسم آخر. .

فقلت:

-أرجوك .. لا تفعل هذا. .

قال بحدة:

-لماذا ؟ اتحبين أن يبقى إلى جوارك؟!

-أرجوك لا تسئ فهمي .. إنك كثير الشكوك والظنون. .. ولا أعلم لماذا؟ ولا يهمني أن أعرف السبب لكنني أقول لك كلمتين وهما (ثق بي) ، فهذا الطالب هو كغيره من الباقين لا يعني لي  شيئاً.. ثم إني لا أريد أن يتأذى احد ما سوءاً بسببي ... ولا أن أثير شكوك الآخرين من حولي بعيداً عني وقال:

-حسناً.. يمكنك الانصراف الآن. ...

سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن