-عزيزتي( نوال) ..انا ايضا أشعر وكأنك أختي .. وأما كونك مسيحية الدين والمعتقد ..فهو أمر لا يعارضه ديني ... فأنا وكل المسلمين نؤمن بأن السيد المسيح عيسى ابن مريم( ع) من انبياء الله المرسلين إلى قومه. . وكذلك باقي الأنبياء (ع) جميعاً .. وهذا الاعتقاد من اسس ديننا الحنيف .. وبالتالي أذا كنت لا أكره دينك فكيف اكرهك وأعتبرك قد جئت من كوكب آخر كما تقولين. ..-أ حقا ذلك أريد أن تصدقيني القول ... أحقاً أن المسلمين يعترفون بنبوة المسيح ... أراك تقولين (عليه السلام) ...أحقاً ذلك .. ألا تجامليني؟
جذب الحديث الطالبين الآخرين ، كان العمل اليومي قد انتهى فبقينا كمجموعة بلا عمل وقد ساهم أحدهما وأسمه (منير) في الحديث عن المسيح( ع) وقال لها :
-أتعلمين يا (نوال) أن في قرآننا سورة كاملة بأسم (مريم)(ع) تروي قصة (مريم) وحملها لعيسى (ع) بإذن الله وصراعها مع قومها حيث كذبوها فأنطق الله عز وجل (عيسى) في المهد ليثبت براءتها. ..هل تعلمين يا (نوال) أن اليهود كانوا يعيبون هذا الأمر ... ويتهمون (مريم) بشتى التهم ... حتى أبرأها الله بأيات القرآن الكريم فكانت الشاهدة على صدقها وأخرس بذلك ادعاءات اليهود الباطلة ... حيث يقول عز من قائل :((وأذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من اهلها مكاناً شريقاً* فأتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً* قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً* قال انما أنا رسول ربك لأهب لكِ غلاماً زكياً* قالت أنىّ يكون لي غلام ولم يمسسني بشراً ولم أكُ بغياً* قال كذاك قال ربك هو عليٌ هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان امراً مقضياً))
وفرحت لأنه حافظ للآيات القرانية ولم أكن اعلم بذلك من قبل لأني لا أختلط بهما وكل منهنا مشغول بتدريبه .. ثم واصل حديثه لها بأن الدين الاسلامي يكرم المرأة بحفظها عن العيون بالحجاب الجميل ..
ووسط دهشتي قال:
- تأملي الأخت (سامية) .. إنها ترتدي الحجاب يقيها من العيون الآثمة. .. انظري كيف أنها تثبت شخصيتها وتحوز على احترام الآخرين لها بكفائتها العلمية لا بتبرجها. . أرجوا أن يهديك الله لتصبحي مثلها ...
طأطأت رأسي خجلاً وانصرفت و(نوال) بحجة انتهاء وقت الدوام ..... في اليوم التالي عندما هبطت من المصعد، وجدت ( منيراً) واقفاً في الممر فألقيت عليه التحية كالعادة وأنا ابتعد عنه ذاهبة لمحلي في التدريب ... فأستوقفني بأدب وهو يطلب أن اسمح له بسؤال .. قلت له:
-تفضل. .
- أرجو أل
ا يكون في كلامي ما يزعجك .. أنا في الواقع لا أريد إلا الخير إن شاء الله وقد لحظتك منذ بدء التدريب ولاحظت تصرفاتك فوجدتك نعم الفتاة المؤمنة الشريفة ...فأخذت بالسؤال - ممن يعرفك -عنك وعن عائلتك فعرف الأخوة المؤمنون اخاك (حسناً) وأثنوا عليه كثيراً.. وأنا أتجرأ بسؤال عن رأيك في الزواج بي. .. قبل أن أذهب وعائلتي الى ذويك. ..
عقدت الدهشة لساني لحظات استجمعت شجاعتي وقلت له :
- لقد ادهشتني بطلبك هذا ، وهذا أمر مهم أعتقد أنه لايمكن البت فيه بسرعة ولا في مثل هذا المكان ...ثم إني لا أفضل أن تسألني أنا مباشرة كان عليك أن تسأل من أخي وليس مني ...
- لماذا. . فهذا أمر حلال وشرعي وهو افضل الحلال وأنا قد ...
-نعم الزواج حلال ولكن سؤال الفتاة الزواج مباشرة ... هل هو حلال ؟! راجع كتبك الفقهية لتعرف ذلك ... إن الله غيور يحب الغيور .. وكون الأمر حلالاً لا يعني وجوبه. .. أن بإمكانك أن تطلب من أختك أو اخت احد اصدقائك أن تسألني رأيي. .. وأن تحترم الأصول المتعارف عليها ..فأذا ادار كل صادق أو كاذب التحدث إلى أية فتاة تعجبه بحجة سؤالها بالزواج منه ... فسدت الأخلاق وزال الحياء بين الفتيات والفتيان ... وديننا يدعو للحياء والرسول (ص) يقول: & لا يأتي الحياء إلآ بكل خير & هل ترضى لأختك أن يحادثها الشاب هكذا مثلك؟
- ارجو المعذرة فلم أكن لأدرك هذا الأمر كما أوضحته. .. على أية حال .. أرجو ألا أكون قد أزعجتك واغفري لي هذه الغلطة. .. وأرجو ألا يؤثر هذا ألامر على قرارك معي ...
-إن شاء الله.
ذهب وبقيت في مكاني سارحة أفكر في هذا الشاب ، لو لم أكن مرتبطة ب(سامي) أكان يصلح لي زوجاً أم لا؟! أفقت على صوت (سامي) يسألني بصوت حاول أن يجعله مناسباً ومزيج من الأسى والغضب الدفين في وجهه يقول:
- ماذا أراد منك ذلك ((الطالب))؟؟
أنت تقرأ
سامية (للكاتبة عالية محمد صادق) ● منقولة
Espiritualعندما يترسخ الايمان في القلب عندها يتجسد في الواقع ف يصور أجمل معاني الإيمان والأخلاق ....... ~ سامية~ قصة فتاة تواجه الحياة بإيمانها ..... تابعوا معنا هذه القصة المشوقة !!!