الفصل الاول

1.2K 49 64
                                    

عام 1897

- لا لا بالطبع، هذا ليس خطأك انت، بل خطئي انا.

استمرت بينما تضع اغراضها في الحقيبة بغضب

- أنانية هذه القصة بأكملها هي انا صحيح؟
- و هل تريدينني ان اخبرك بخلاف ذلك؟ حتى و انا اعلم انك لم تفكري في شخص غير نفسك؟ لم تفكري حتى في اطفالك اللعنة!
- لا، لا تزعج بالك بهذا، فمن الآن فصاعدا هم اطفالك انت فقط، استمتع .

خلال هذا الشجار لم تنطق اي من جينوفيفا او ميكايلا ولا بحرف واحد، فميكايلا ذات الاربع سنوات لم تكن تفهم سبب الشجار حتى، اما جينوفيفا، التي كانت في العاشرة من عمرها بالفعل، كانت تنظر بخيبة امل لكلاهما، فهذا كان النزاع الذي كانت تخشاه منذ فترة طويلة للغاية ، النقاش الاخير الذي ستوضع فيه النقط فوق الحروف دون المزيد من المسرحيات او التماطل لتجنب اللامهرب منه...

حكيت بين ألسنة تلك القرية العتيقة قصة ايرمينيا، تلك المرأة الجميلة لدرجة نعت بعض الناس لها بالملاك، و التي اتبتت بجدارة طوال احدا عشر سنة التي كانت متزوجة خلالها برافايل سالميرون ان امتلاك شكل ملاك لا يعني امتلاك قلبه ايضا... هي و زوجها كان صديقا طفولة و كانت تجد فيه صديقا حاميا مخلصا كان يعاملها كأخت رغم حبه لها سرا، و عند فقدانها هي لوالديها في سن المراهقة خوفا من التشرد و وواعية بمشاعر رافايل ناحيتها بدأت بالتقرب منه ، و هكذا عرض الفتى عليها سريعا الزواج حالما بحياة مزهرة رفقة حب حياته.
نهاية سعيدة؟ لا يا اعزائي فهذه البداية فقط...

بالكاد شهور بعد ولادتها لجينوفيفا ، بدأت ايرمينيا في الندم على زواجها بمزارع بسيط، القلق بدأ ينمو داخلها لدرجة عدم القدرة على التفكير في غير ان امرأة مثلها تحتاج حياة افضل بكثير ، اكثر رفاهية و في مدينة عصرية بدل قريتهم التي تبقت لها خطوة واحدة لتصبح من الأساطير. مرت السنوات و عندما بلغت جينوفيفا السادسة من عمرها باتت امها مقتنعة بأن عليها مغادرة هذا المنزل "الملعون" ، رافايل ، غير قادر على فقدان حب حياته او ترك ابنتيه دون ام وعد ايرمينيا بأنه سيبدأ مشروعا ليحسن وضع العائلة، في البداية ، او أصح ، في أول سنتين اقتنعت بالبقاء، لكن بعد ذلك رغبتها في رؤية المدخول الجديد للعائلة بدأت تكبر و تصر اكثر الى حد اتهام رافايل بخداعها و البدأ بتجاهل ابنتيها و اعتبارهما الحبل اللعين الذي يربطها بهذا المنزل .

قصة ايرمينيا "سالميرون" انتهت بجملة واحدة: "استمع الي جيدا رافايل، لن اتحمل سنة اخرى معك هنا ، عندما اضع مولودي سأفر بجلدي"

لنعد للحاضر الآن، مرت عشر ايام منذ ان وضعت ايرمينيا ابنها ، دانييل، هذا هو الاسم الذي اعطته اياه جينوفيفا بدل امه بالطبع ، التي لم ترد حتى حمله بين ذراعيها، و بالطبع لن تكسر الآن وعدها فبالنسبة لها اهي قد تخلصت من آخر عقبة، الآن يمكنها الوصول لتلك الحياة الحرة التي تستحقها امرأة مثلها...

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن