الفصل الثاني عشر

81 14 6
                                    

جلست لوسيا بهدوء تداعب شعر ابنها الحريري في المقهى ، عيونها كانت تركز عليه كأنه محور العالم و سبب وجودها الوحيد... التفكير في انه عندما سيكبر و يتبع خطوات والده ستبقى وحيدة من جديد كان يدمي قلبها ، تنهدت ثم نظرت الى كوب القهوة امامها الذي اصبح باردا كمياه النهر ، شرود عقلها كان كفيلا بخطفها من واقعها لساعات توالي لكن هذه المرة قاطعه صوت اورسولا التي كانت قادمة نحوها بسرعة.
- سيدتي مالذي تفعلينه هنا ؟ _تلهت_
لم ترفع لوسيا عيناها للنظر لأورسولا حتى، بل تحدثت و هي تضيف مكعب سكر لقهوتها التي باتت بلا طعم:
- مالذي يفعله الناس في المقاهي في نظرك اورسولا؟
- خرجتي دون علم زوجك و انا اضطررت للكذب عليه ، كان من المفترض ان تخرجي معه اليوم
- اقسم انني لست في مزاج للخروج مع اي احد. فقط اردت الجلوس مع ابني في مكان خارج ذاك السجن
- سيدتي انت لا تعطين دون ادوارد الاحترام الذي يستحقه
- اعطيه اياه انت اذن !

نبرتها كانت غاضبة لكن صوتها احتفض بهدوئه

- ان كان اسعاد نفسي قليلا قلة احترام بالنسبة لكم...

قاطعتها اورسولا مغيرة الموضوع

-زرتي دون فيليبي ؟
- نعم
- و هل كان...

قاطعتها لوسيا مشيرة الى الطفل بعينيها

- اورسولا مالذي قلته لادوارد؟
- انك ذهبتي لزيارة احد صديقاتك التي مرضت فجأة
- اذن سأستطيع البقاء لمدة اطول، اذهبي للبيت سآتي لاحقا
- سيدتي لكن ...

قاطعتها من جديد

- ماتييو عزيزي هيا بنا للحديقة

وضعت ثمن القهوة في الطاولة و ذهبت متجاهلة اورسولا التي عادت للبيت خائبة. تنزهت لوسيا في الحديقة ممسكة يد طفلها الذي كان ينظر بعينين براقتين لكل ما حوله ، ليقف فجأة و يشير بيده .

- ماما انظري! انهم الجيران

استدارت لوسيا لترى جينوفيفا و سامويل يمشيان و ضحكاتهما تغطي الحديقة من كل جوانبها ، لتتذكر تيلمو من جديد ، كم من لحظات عاشته معه بين زهور هاته الحديقة ... في ذاك الحين كانت هي من تتعالى ضحكاتها ، تلك الايام بدت بعيدة كأنها حلم لم يكتمل ، و هكذا كانت السعادة بالنسبة لها بعد كل شيء، حلم بعيد، او كذبة جميلة.
- ماتييو _ حملت ابنها بين يديها_ مع من كنت تلعب البارحة هنا ؟
- لا احد
-لا تكذب، البارحة عندما هربت من اورسولا "مجددا" كنت قد اتيت هنا صحيح؟ عندما اتيت للبحث عنك رأيت كيف كنت تودع شابا
- لن تخبري ابي صحيح؟
- ابدا
- انه صديقي
- ماتييو مالذي اخبرناك عنه عن مصادقة من هم اكبر منك سنا!
- عرفته منذ ثلاث ايام فقط انا اقسم ! كنت العب الكرة وحيدا بينما الكل كانو يلعبون مع آبائهم فأتى ليرافقني
- ليس من سكان اكاسياس صحيح؟
- لا اظن ذلك، لم اره هنا من قبل

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن