جلست لوسيا بهدوء تداعب شعر ابنها الحريري في المقهى ، عيونها كانت تركز عليه كأنه محور العالم و سبب وجودها الوحيد... التفكير في انه عندما سيكبر و يتبع خطوات والده ستبقى وحيدة من جديد كان يدمي قلبها ، تنهدت ثم نظرت الى كوب القهوة امامها الذي اصبح باردا كمياه النهر ، شرود عقلها كان كفيلا بخطفها من واقعها لساعات توالي لكن هذه المرة قاطعه صوت اورسولا التي كانت قادمة نحوها بسرعة.
- سيدتي مالذي تفعلينه هنا ؟ _تلهت_
لم ترفع لوسيا عيناها للنظر لأورسولا حتى، بل تحدثت و هي تضيف مكعب سكر لقهوتها التي باتت بلا طعم:
- مالذي يفعله الناس في المقاهي في نظرك اورسولا؟
- خرجتي دون علم زوجك و انا اضطررت للكذب عليه ، كان من المفترض ان تخرجي معه اليوم
- اقسم انني لست في مزاج للخروج مع اي احد. فقط اردت الجلوس مع ابني في مكان خارج ذاك السجن
- سيدتي انت لا تعطين دون ادوارد الاحترام الذي يستحقه
- اعطيه اياه انت اذن !نبرتها كانت غاضبة لكن صوتها احتفض بهدوئه
- ان كان اسعاد نفسي قليلا قلة احترام بالنسبة لكم...
قاطعتها اورسولا مغيرة الموضوع
-زرتي دون فيليبي ؟
- نعم
- و هل كان...قاطعتها لوسيا مشيرة الى الطفل بعينيها
- اورسولا مالذي قلته لادوارد؟
- انك ذهبتي لزيارة احد صديقاتك التي مرضت فجأة
- اذن سأستطيع البقاء لمدة اطول، اذهبي للبيت سآتي لاحقا
- سيدتي لكن ...قاطعتها من جديد
- ماتييو عزيزي هيا بنا للحديقة
وضعت ثمن القهوة في الطاولة و ذهبت متجاهلة اورسولا التي عادت للبيت خائبة. تنزهت لوسيا في الحديقة ممسكة يد طفلها الذي كان ينظر بعينين براقتين لكل ما حوله ، ليقف فجأة و يشير بيده .
- ماما انظري! انهم الجيران
استدارت لوسيا لترى جينوفيفا و سامويل يمشيان و ضحكاتهما تغطي الحديقة من كل جوانبها ، لتتذكر تيلمو من جديد ، كم من لحظات عاشته معه بين زهور هاته الحديقة ... في ذاك الحين كانت هي من تتعالى ضحكاتها ، تلك الايام بدت بعيدة كأنها حلم لم يكتمل ، و هكذا كانت السعادة بالنسبة لها بعد كل شيء، حلم بعيد، او كذبة جميلة.
- ماتييو _ حملت ابنها بين يديها_ مع من كنت تلعب البارحة هنا ؟
- لا احد
-لا تكذب، البارحة عندما هربت من اورسولا "مجددا" كنت قد اتيت هنا صحيح؟ عندما اتيت للبحث عنك رأيت كيف كنت تودع شابا
- لن تخبري ابي صحيح؟
- ابدا
- انه صديقي
- ماتييو مالذي اخبرناك عنه عن مصادقة من هم اكبر منك سنا!
- عرفته منذ ثلاث ايام فقط انا اقسم ! كنت العب الكرة وحيدا بينما الكل كانو يلعبون مع آبائهم فأتى ليرافقني
- ليس من سكان اكاسياس صحيح؟
- لا اظن ذلك، لم اره هنا من قبل
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...