الفصل السادس و العشرون

45 12 9
                                    

"انتهت مواضيع الكلام اذن ؟ ابنة خالي؟ انتن جادات ؟ حتى الاحترام للاموات لم يعد لديكن ، لو كنتن تعملن بقدر نميمتكن لفتحنا مطعما هنا!" سمعت صرخات ايفان من المطبخ، اختفى الصوت للحظات ثم دخل الشاب بانزعاج لغرفة المعيشة

-امي خادماتك يقضين الوقت في الكلام بعد العمل و بعد ذلك يشتكين من الضغط

ازاح خصلات الشعر المتدلية على وجهه بينما يتوجه لقارورة الخمر امامه، كان عطشا و لم يزعج نفسه بالنظر لوالدته ولا لمن برفقتها

- و ليس هذا فقط ، عند مروري بجانب المطبخ سمعتهم يتكلمون عن جينوفيفا! حتى الموتى لم ينجوا من احاديثهم، هذه قلة احترام

استدار ناحية والدته اخيرا

- علينا...

توقف عن الحديث فجأة عند ملاحظته للشابة الجالسة قرب والدته

-آسف امي لم اكن اعرف ان لديك ضيوف _رفع قبعته_
- تعلم الدخول بهدوء

تنهدت واضعة كوب القهوى على الطاولة امامها

- لا اريد صراخا في هذا المنزل
- آسف على هذا العرض _مد يده لتحية جينوفيفا_ انا ايفان بلانكو _ابتسم_ لست متعودا على رؤية فتيات جميلات في هذا البيت، فقط عواجيز...

مدت جينوفيفا يدها بحرج ثم نظرت لعمتها متسائلة عن ما يجب عليها قوله، الاموات لا يعودون للحياة كل يوم و هو كان يدافع عن ذكرى موتها للتو... هزت كتفيها ثم نظرت اليه من جديد.

- نحن نعرف بعضنا البعض بالفعل ايڤان _نظر الشاب اليها بحيرة_ اظنني لست مظطرة لاخبارك باسمي حتى
- آسف لكن لا...

نظر اليها للحظات ليعلو وجهه تعبير حزين لاقل من ثانية

-لا اضنني اذكرك آسف...

تدخلت ايريكا

-انظر جيدا ، الا تشبه اي احد في نظرك؟

نظر الى الفتاة بتمعن لثواني ليبعد نظره من جديد بحزن مختلط بحيرة ثم يعض على شفتيه

من الافضل ان لا اقول من تشبه بالنسبة لي _لمس شعره_ ذلك سيكون فقط..._قاطعته ايريكا_

- انها هي
- بدأت تفقدين مهاراتك في الحدس امي

رفع حاجبه ثم شرب محتوى الكأس دفعة واحدة

-من كنت افكر به انا ليس حيا حتى

امسكت جينوفيفا جبينها مستهزأة

- لننهي العاب الحدس، ايڤان لست مخطئا، انا جينوفيفا

وقف الشاب ساكنا للحظات نظر بهدوء للكأس الذي شرب منه للتو ثم للنافذة ، دون شك كان يتفقد ان كان هذا حلما فحسب

- جينوفيفا ماتت من تسع سنوات يهمس ناظرا الى البعيد
- اضطرت للهروب، اكرر ، لمت امت يوما _نهضت من مكانها_
- و اين كنت بحق الجحيم!

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن