شرد سامويل للحظات قبل اتمام الحديث، و من ثم وضع يده فوق يد جينوفيفا مستعيدا نبرته الهادئة المعتادة:
- اورسولا كانت ذكية... ذكية و ماكرة للغاية ، ان وقعت في شباكها لن تستطيع الفرار من جديد، مهارتها الخداع، اكبر مواهبها هي التحكم بعقول الآخرين، شرب دماء يأسهم و التغدي على عقولهم ... في هذه الحالة كنت انا ضحيتها قبل بلانكا و دييغو، هي كانت العقل المدبر و انا كنت انفذ بلا تفكير ، الحقد كان قد اعمى عيني... اول محاولاتنا كانت خطف ابن بلانكا عند ولادته، اورسولا كانت حاظرة في الولادة لذا الامر لم يكن به اي تعقيد، ما فعلته العجوز ببساطة هو أخد الرضيع عند ولادته، اخبار بلانكا بأن طفلها مات بعد الولادة بثوان و احظار الطفل لي _ضحك_ الشعور بأن قلبهما كان ينكسر في الوقت الذي انا كنت ممسكا بابنهما بين يدي كان مريحا للغاية! لم اشعر بانتصار اكبر في حياتي حينها! _ابتسم_ خطط اورسولا لم تتوقف هناك ، لا لا ، هي كانت تأخد الطفل احيانا للمنزل قرب غرفة بلانكا عندما تكون وحيدة في المنزل حتى تسمع صوت بكاء الطفل و تأخده من جديد ناعتة ابنتها بالمختلة عندما كانت تخبرها هي و دييغو بسماع صوت ابنها و كل هذا بنية اعادتها للمشفى... حدث خلل في خطط اورسولا و اكتشف ابي ان حفيده كان لا يزال حيا فأجبرنا على ايعادته بطريقة او بأخرى ، ابي لم يكن مهتما ابدا لمعاناتي بالعكس كان سعيدا بعلاقة بلانكا و دييغو بسبب كونها تبقي ابنه قربه، و هكذا بدأت ذرة كره في قلبي تنمو من ناحيته هو الآخر ...
-سامويل لا يمكنك كره والدك_لمست خده_ اخاك ايضا ابنه لذا من الطبيعي ان لا يكرهه مثلما تكرهانه انت و زوجة ابيك...
- ايا يكن، انا غبت عن المنزل لفترة و خلالها كانت نزاعات اورسولا و بلانكا قد ازدادت بكثير ، لدرجة انني عندما عدت كانت بلانكا قد خطفت اورسولا، و وجدتها صدفة فقط لولا هذا كانت ستقتلها... عند اعادتي لأورسولا للمنزل كانت عيناها تلمعان من الحقد و بتعابير شيطانية و صوت جاد اخبرتني بجملة لن انساها مدى حييت "سنقتل دييغو، موته سيقتل تلك العاهرة شيئا فشيء و سنفوز نحن الاثنان" ... و هكذا قامت زوجة ابي بارسال قاتل مستأجر خلفه...
- مات ؟!_الدهشة كانت واضحة على عيني جينوفيفا المفتوحتين على آخرهما_
- لا لا لم يمت لا _هز رأسه_ عندما هاجمه القاتل دييغو كان برفقة صديق له_تنفس بعمق_ الذي قفز لانقاذ حياة دييغو مضحي هكذا بحياته هو ، الرصاصة اخترقت قلبه و مات على الفور. اورسولا ، لكي تحمي نفسها اخبرت والدي انني انا من ارسلت القاتل، تلك الامرأة كانت مستعدة لفعل اي شئ لحماية ضهرها... لن انسى ابدا قولتها الشهيرة التي لاطالما كررتها لي "في لعبتي ، اي شخص يمكنه خيانتك" لكن لم اتوقع ان تنفذها معي انا. رمتني للذئاب لتظهر هي كالأم الصالحة التي تبحث عند سعادة ابنتها فحسب، و الاسوء ان ابي صدقها و حاول اخدي للشرطة للاعتراف بجريمتي ، جريمة لم ارتكبها انا حتى. بعد دقائق من النزاع وجدت نفسي ممسكا بعنقه بغضب و بعد ثواني كان في الارض جثة هامدة...
-قتلت والدك؟! _سحبت يدها من تحت يده بتوثر و لمست جبينها المتعرق_
- اقسم لك انها كانت حادثة، هو كان يعاني من امراض قلب و امراض تنفسية من قبل ذلك و مات بسهولة ، انا كنت احبه كحب أي ابن لوالده
- لكنك قتلتهتنهد بخيبة امل و اكمل حديثه بعينين دامعتين
- كل من اورسولا، بلانكا و دييغو ظنوا ان والدي مات بأزمة قلبية او شيء من هذا القبيل، صحته كانت هشة بالفعل و موته لم يفاجئ احدا منهم...
- لكن على حسب قولك اورسولا كانت ذكية ، و هي من اخبرت والدك بما حدث لذا من المفترض ان تشك في ان شيئا ما حدث بينكما...
- ضنت انه مات بسبب الصدمة ، صدمة معرفة انني حاولت قتل اخي كنت ابنه المفضل بعد كل شئ و اورسولا كانت حطمت صورتي في عينيه تماما تلك اللحظة... ايا يكن، بعد موته قضيت فترة طويلة لا اغادر المنزل ولا غرفتي، الاكتئاب و الاحساس بالذنب كانا قد شرعا في التأثير على صحتي كذلك ، احيانا كنت اقضي اياما توالي دون طعام، لا اورسولا ولا اخي و بلانكا كانا قد اهتما بما كان يحصل لي ، حسنا ، دييغو كان يحاول مساعدتي احيانا لكنه سئم عند رؤية حالتي تسوء كلما اقترب اكثر ، حتى حبي لزوجته اللعينة كان قد زال على كل حال، و بقي حالي هكذا حتى تعرض دييغو لحادثة...
لا اعرف ان كان لاورسولا دخل بذلك او لا لكن دييغو كانت دهسته سيارة و فرت هاربة، كان قد فقد الكثير من الدماء و لم يجدو في المشفى متبرعا له، رؤيته يحتظر لينت قلبي و قررت التبرع له بدمي، كنت مريضا بالفعل و قواي خائرة ، و الكمية التي كان يحتاجها دييغو كانت كبيرة للغاية لكي يعطيها شخص واحد فقط، لكنني قررت انقاذه مخاطرا هكذا بحياتي. اخي نجى و انا بعد تلك الحادثة بدأت اخرج من عزلتي و أسير تجارة العائلة من جديد، حتى اورسولا ، في النهاية بفضل رسالة تركها ابي يكشف فيها اسرار اكتشفها عنها قبل موته استطعت تهديدها و اخراجها من منزلنا، لكن دييغو، الذي كان خائفا من ان اؤذيه بعد خروجي من حفرتي و ايذاء اورسولا حاول قتلي هو الآخر...
- بحق ال..._تلاشت الكلمات داخلها قبل الخروج_
- جمع اغراضه، حمل ابنه و ارسل زوجته لكي تطعنني ، كان يبدو مثالا للشجاعة بينما كان في الحقيقة اجبن من الفئران... و بلانكا بعد كل شئ كانت تربية اورسولا، تربت و هي ترى امها تقتل كل من يعرقل طريقها لذا ذلك بالنسبة لها كان كلعبة اطفال ، دخلت تتسلل الى غرفتي تم طعنتني و هربت، لم ارهم منذ حينها .
- كيف نجوت؟ _تلمس خده_
- هنا تبدأ قصة حبيبتي الثانية، لوسيا.
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...