الفصل الثالث و الخمسون

33 5 0
                                    

بعد بضع شهور.
بدأت جينوفيفا تتجول في انحاء غرفة المعيشة متصفحة حزمة ملفات كانت بين يديها و متجاهلة كامينو التي كانت قد امضت الليلة في منزلها، اعتلى خدي جينوفيفا احمرار ان دل على شيء فهو على الضعط التي كانت تشعر به لحظتها و صمت المنزل الذي لم يكن به سواهما لم يجعل من صوت كامينو الا اكثر وضوحا و قوة فكان يتردد في انحاء البيت مهما حاولت جينوفيفا تجاهله، وضعت الفتاة يدها على كتف صديقتها و اجبرتها على النظر اليها مباشرة.
-جينوفيفا انه غدا...

اغمر عينيها بريق جعل من بؤبؤيها السوداوين شبه فضيين

- يمكنك الذهاب و العودة في اليوم التالي ليس الامر بهذه الصعوبة!
- اترين هذا كامينو_رفعت الوثائق ناحية كامينو_ علي مراجعتها اليوم و الغد سأكون في اجتماع غالبا، انا لست متفرغة لتلك الدرجة

ازاحت كامينو الاوراق من يدها بهدوء

- انه عيد ميلادها الثاني جينوفيفا، و انت لم تحضري الاول حتى!

عضت كامينو على شفتها و غطت وجهها الشاحب نظرة الم بسيط بينما تكمل

- و الاسوء انني اعلم ان هذه الوثائق السخيفة ليست سبب عدم رغوبك في الذهاب لرؤية ابنتك بل الحرج!
- هذا ما يتهيأ لك فحسب_دخلت للمكتب_ كما ان ابنتي ستفخر بي اكثر ان نحجت مشاريعي من اذا زرت حفل ميلادها
- انها في الثانية من عمرها...

نطقت الجملة ببطء كي تستوعب جينوفيفا كل كلمة منها جيدا

- تحتاج الى امها و ليس الى انجازات

تنفست جينوفيفا بعمق ناظرة لكامينو مباشرة اخيرا

- كامينو صغيرتي حاولي استيعاب كلامي جيدا، الامور هناك ليست جيدة للغاية بالنسبة لي، عمتي لم ترني منذ سنة و نصف تقريبا و ايفان من المحتمل ان لا يرغب في النظر لوجهي حتى! مالذي ستظنينني سأفعله؟ ادخل البيت بحوزتي هدية و بعض المكسرات و اقول ها قد وصلت الام؟! _رفعت يديها بسخرية_ اذهب ببساطة بعد اختفائي لسنة و نصف؟
- حسنا لابد انهم سيتفهمون الوضع...

قاطعتها جينوفيفا

- كامينو مالذي سيتفهمونه ان كنت لا استطيع شرح الموضوع لهم حتى!
- اهدئي_امسكت يدي صديقتها بقوة_ تعرفين انهم لن يقوموا بالحكم على افعالك، يعرفون انك في وضع حرج من ناحية الخادمة و كريستوبال الذي لا نعرف متى قد ينتقم حتى.
- انا فقط...

عضت على شفتها محاولة منع نزول دموع كانت قد غمرت عينيها بالفعل

- لا استطيع الذهاب و مشاهدة كيف ان ابنتي لن تتعرف علي حتى... انه مؤلم للغاية تخيله فحسب فتخيلي عيشه
سمع طرق عند الباب قاطع حديثهما فمسحت جينوفيفا دموعها مسرعة ثم توجهت لفتحه تاركة كامينو خلفها لتجد هناك فيليبي، الذي كانت جهزت موعدا معه في هذه الساعة بالفعل.
- انت بخير دونيا جينوفيفا؟ ان كنت مصابة بالحمى او شيء من هذا القبيل فل ندع الاجتماع للغد، لا نريدك ان تمرضي في لحظة مهمة كهذه

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن