وقفت فيليسيا امام مطعمها مكتوفة اليدين مشاهدة دخول زبائن كل يوم، بالرغم انها افتتحه منذ شهور فقط الا انه كان الاشهر في الحي، هناك كانت تجتمع الجارات للنميمة و مشاهدة المارين بينما يحتسين شايا او كوب قهوة الصباح ... نظرت فيليسيا حولها لتهمس في اذن ابنها الشاب.
- المطعم مليء بالزبائن ككل يوم ، هذا يعني ان لا احد ذهب للحفل
- يال الاسف اذن ، سكان هذا الحي مغرورون قليلا...
- زوجة الآلداي لم تعجب دونيا سوزانا ، و يبدو انها هي التي تتحكم في الجميع هنااتجه لداخل المطعم فلحقت به و اردف هو مكملا
- عجبا، لا اعرف مستوى اليأس الذي يصل له شخص ليتبع اوامر عجوز متعجرفة ، اكرر ، سكان هذا الحي مغرورون...
تجاهلت فيليسيا حديثه باحثة بنظرها في الارجاء
- ايا يكن، اين اختك ؟
- في الخارج
- ايميليو قلت لك اكثر من مرة ان لا تتركها وحدها مع الزبائن فهي تتوتر !خرجت من المطعم باحثة عن ابنتها فأمسكها ايميليو
-انتظري امي، انت تبالغين، كامينو بدأت تتخطى الامر بالفعل و تتصرف مع الجميع بطبيعية ، لن يحدث اي شيء ، كما انها ترسم او شيء من هذا القبيل لا تزعجيها
-لا يمكنها الرسم في الداخل؟ يجب عليها الجلوس خارجا؟
- لا
- اترك تلك الصينية انا سآخدها ، و اذهب للجلوس بقربها
دخلت لوسيا المطعم رفقة زوجها، وضعت قبعتها على الطاولة و من ثم القت التحية على فيليسيا، نظر ادوارد اليها للحظات ثم يبدأ بالكلام بينما يقرأ جريدته.
- كيف كانت حفلة الآلداي ؟
- كيف لي ان اعرف ، لم اذهب
- ماذا؟!اسقط الجريدة بغضب
-ألم اقل لك ان تذهبي؟! الناس سيعتقدون انك لم تذهبي لأنك لازلت تحبين الآلداي يا ذكية !
تنفست لوسيا بعمق محاولة تدارك اعصابها
-اولا ، الكل هنا يعرف انني انا التي رفضت الزواج منه و ليس العكس، و ثانيا لم يذهب احد ،على حسب كلام كارمين تركو المسكينة هناك وحيدة كالتمثال، انا لا اصدق ألاعيب دونيا سوزانا مؤخرا...
- هكذا اذن، ان كان هذا هو الحال اذن جيد انك لم تذهبي ...
- ادوارد انا لم ارفض الذهاب بأمر من تلك العجوز، فهي كانت تعاملني هكذا ايضا عند وصلت الى الحي، بل لم اذهب لأنني كنت متعبة بعض الشيء ...
- ماهذا ؟ انت حامل ؟ _ابتسم_
- لابد انك تمزح ، لو كانت كل متعبة حامل لاحتجنا لكوكب اضافي ، بالمناسبة اين ماتييو ؟
- انا اريد اطفالا اكثر ان كنت لا تعلمين، تذكري هذا، و ماتييو خرج مع اورسولا
- لما لم تحظره معنا؟
- علينا الخروج في بعض الاحيان وحدنا اتعرفين؟ هذا ان توقفتي عن التدمر من كل شئ طبعا...
-انا التي تتدمر نعم...اغلقت قبضتها و تنفست بعمق من جديد
-ستسافر بعد هذه الوجبة صحيح ؟
- نعم، لما؟
- اذن لنطلب شيئا خفيفا لكي لا تشعر بالغثيان في السيارة
- هذا ان اتى النادل اساسا، انظري اليه يتحدث عند المدخل كأن المطعم فارغ، الاخرى جالسة في طاولة كالزبائن و الام لا اعلم اين هي بحق للجحيم
- استرخي
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...