الفصل الواحد و الاربعون

26 7 0
                                    

جينوفيفا

ابعدت قبضتي اخيرا ناضرة الى انعكاسي المشوه في المرآة ، كدمتين اخرتين غير كدمة البارحة، ممتاز.
لا تستغربو من ردة فعلي الباردة، هذا يؤلم بالفعل لكنه لا شيء مقارنة بإصابات قديمة، كما ان السبب يستحق هذا، اوه بالطبع يستحق و بشدة... لم استطع كبث الابتسامة التي علت وجهي فور تخيل ماسيحدث قريبا، آلفريدو من بدأ الحرب لكنني انا من سأستمتع بكل حركة فيها.

مددت يدي اخيرا لألمس احد الجروح و نظرت لقطرات الدماء الصغيرة حوله، في ضروف اخرى كنت لأشفق على شكلي ان رأيته في هذا الحال ، ربما كان هذا الفعل ليثير جنون اي احد من من احبوني صدقا ، سامويل، ايفان، عمتي... كامينو... تبا. كل هؤلاء بعيدون للغاية بالفعل لكن كامينو... انها تحت البيت مباشرة و ان رأت الامر لن استطيع تبريره ، ستتأكد من أنني جننت حتما ... لا لا وقت لهذا، لوليتا ستصل قريبا و... اللعنة، انها تدق الباب بالفعل، اخرجت بضع الخصلات من تسريحة شعري المثالية مسقطة اياها على وجهي ، البكاء لن يكون صعبا ، بدأت عيناي تحمر بالفعل.
ممتاز ، لنفتح الباب اذن.

و هاهي ذي، لوليتا بسلتها الثقيلة الذي لن تستطيع اي سيدة من اللواتي يعشن هنا غيرنا تحريكها حتى، فستانها الاخضر المهترئ تقريبا و شعرها المموج الذي يتدلى على ملامحها المبتسمة ، ابتسامة تلاشت فور رؤيتها لمظهري المزري للتحول الى صدمة ، اشرت لها بالدخول بسرعة و اقفلت الباب لتمسك هي بيدي فور استدارتي بعينين مرعوبتين دامعتين تقريبا، حسنا هذه ردة فعل مبالغ بها قليلا، ربما كان علي التفكير في الامر جيدا قبل هذا، لا اريدها ان تفقد الجنين بسببي و وجهها الشاحب لا ينذر بخير.

- من فعل هذا بك؟!
تكلمت اخيرا، جيد جيد ليست مصدومة لتلك الدرجة، يمكنها الكلام، احنيت رأسي تاركة الدموع تتساقط على جروحي مؤذية اياها بملحها و مختلطة بدماءها، تنفست بعمق قبل البدء بالحديث اخيرا
- استحق هذا

عضضت على شفتي ناظرة للأرض و متظاهرة بالشعور بالذنب

- ماحدث مع ليبيرتو لم يكن بالشيء الهين، آلفريدو هو من ساعدني بعد موت سامويل و...

قاطعتني ممسكة يدي بقوة و آخدة اياي الى المطبخ، امسكت منديلا مبللا و بدأت بمحاولة مداواة الجروح قبل البدأ بالكلام من جديد بنبرة اكثر تباثا
- جينوفيفا لا احد يستطيع فعل هذا بك

حاولت كبت الدموع لكنها فشلت

-حتى ان كان زوجك و حتى ان كنت مدينة له بالكثير كما تقولين...
- لوليتا انا شوهت سمعته... الكل يعرف الآن امر خيانتي له... لكن... حسنا من سأخدع انا تعيسة منذ يوم زواجنا، لا احب هذه الحياة و هذا ماجعلني افقد السيطرة مع ليبيرتو، لكنني ندمت بالفعل
- مافعلته سيء هذا صحيح، لكن كلنا نخطئ! ولا اظن ان ليبيرتو قد ضرب من طرف احد ، طرد من بيته هذا صحيح، لكنه يتمشى في انحاء الحي بسلام

بدلت جهدا كبيرا كي لا اضحك، لا احد يعرف كيف يشعر ذاك التعيس الآن خارج منزله و بعيدا عن زوجته كالكلب الضال

-كالعادة الذنب يقع على المرأة فقط... و آلفريدو لا يمكنه اذيتك هكذا
- تعبت للغاية، ياليتني مت بدل سامويل ليلتها

حسنا ماقلته للتو لم يكن كذبا، لازلت اتمنى ذلك

- لاتقولي هذا

وضعت يدها على خدي بعناية

-ذنبك الوحيد هو زواجك من آلفريدو
- سيكون علي مواجهته من جديد عند عودته، انا مرتعبة
- سافر من جديد؟
- لا، فقط بعد انتهاء شجارنا... حسنا لا اعرف ان كان يعد شجارا حتى فالهلع كان قد سيطر علي لدرجة انني لم استطع النطق بشيء، كان هو يصرخ بمفرده. ايا يكن، بعد الانتهاء رأيته يهاتف شرطيا او شيئا من هذا القبيل ثم غادر البيت ، لا اعرف الى اين ذهب... لكن سيعود قريبا لذا من الافضل ان تذهبي لا اريد التسبب لك بأي متاعب

بدى على لوليتا التردد، اشعر برعشة بسيطة في يدها الموضوعة على خدي، ابتسمت محاولة جعلها تطمئن لكن ذلك لم يجدي نفعا، لازلت قلقة للغاية، جيد جدا لدي حلفاء.

- ماذا ان ساء الامر؟
- لا، لا بأس، ربما كانت نوبة غضب منه فقط، لن يسوء الوضع اكثر عن هذا، هذا مستحيل

ثم رافقت لوليتا الى الباب، كنت لأدعها تقضي وقتا اطول هنا لكن ان عاد آلفريدو باكرا و وجدها فستفشل الخطة، و اقتربت بعدها ببطء نحو النافذة لأجلس قربها متأملة شعاش الشمس المنعكس عبرها و واضعة بعض الجليد على خدي كي لا ينتفخ، الغرض من الجروح قد انتهى بالفعل و علي تغطيتها بمساحيق التجميل غدا عند خروجي كي لا يلاحظها احد، آه اجل... تذكرت للتو ان غدا سيكون يوما عظيما للغاية... غدا سيُقبض على ليبيرتو.

___________________

دايما لما احط اسم شخصية فوق فذا يعني ان هي الي بتتكلم :)

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن