الفصل الخامس و الخمسون

39 5 3
                                    

في هذه الاحيان في منزل فيليبي.
جلس المحامي في مكتبه متفحصا سكينة الرسائل شارد الذهن، كم من فكرة متهورة كانت لتخطر في بال جينوفيفا لو لمحت تلك الاداة قبله ربما، و ربما رغم انكسارها لازلت اقوى من انهاء حياتها بهذه السرعة... رغم ترديده للاحتمالين مرة تلى الاخرى لم يستطع الاستقرار على واحدة منهما فترك بريق عينيه يستقر على لمعان الجزء الحاد من ذلك السكين مسترجعا ذكريات كل مرة خطرت بباله استعمال مثله لإنهاء حياته التي لطالما نعتها ب"البائسة" ، نظرته التي كانت تعكس للحظة شعور شفقة على الذات عادت لطبيعتها فور لمحه لظل مارسيا يمر عند الباب، لا يهم كم مرة كان يحاول فهم حبه لها بشكل منطقي، كانت حساباته تخطئ دائما، فذوقه في النساء لطالما كان مختلفا تماما ليستقر الآن على فتاة لاهي من بلده ولا ثقافته، كانت تجهل لغته منذ بضعة اشهر و لازالت تجول بيته بلباس الخادمات... كان ليمضي بقية اليوم يفكر في قراره من جديد فغدا اليوم الموعود الذي ستقام فيه خطبتهما الرسمية، لكن صوت مارسيا قطع حبل افكاره معيدا اياه الى الواقع ليجد الفتاة واقفة امامه بنضرة فضولية، نظر الرجل ناحية الباب الذي كان مغلقا منذ ثوان ليجده مفتوحا رغم عدم سماعه لصوت صريره ولا مقبضه القديم و استدار مجددا موجها ابتسامة للفتاة بينما يفكر في عذر لعقله المشوش.
-ضننتك ستعود متأخرا اليوم... اشتريت سكينة رسائل جديدة؟
- كنت اشعر ببعض التعب فقررت البقاء في المنزل اليوم، كما ان العمل يتراكم و ليست بفكرة جيدة التنزه بينما قضايا جديدة تصل كل يوم، و هذا...

رفع السكينة ثم احتفض بها في جيبه

- اظن ان احد الاسياد تركها في مكتبي عند زيارة له لذا سأعيدها عند معرفتي لملك من هي
- من يحمل سكينة رسائل خارج بيته اصلا؟ لا اظن ان الناس يتلقون رسائلا بينما هم في الشارع
- حسنا... ربما لاستعمالها كسلاح اذن_تكلم ضاحكا_ الحي خطير مؤخرا، لا تعرف متى قد يلاحقك احد ما بسكين هنا
- يمكنك التوقف عن تكرير هذا كل مرة نتكلم فيها عن امان الحي؟!

سيطر على نبرتها توتر طفيف

- انا على وشك التوقف عن الخروج من البيت من كثرة قصصك!

ضحك براحة عند ادراكه انه استطاع تغيير الموضوع بتعليق بسيط

- مارسيا ركزي... لقد كنت تعيشين في الادغال، النمور اخطر بكثير من شخص يلاحقك بسكينة رسائل... في وضح النهار

اشار للنافذة مستهزءا فأدارت هي عينيها بٱنزعاج

- كفاك مزاحا ، كما انني لم اعش في اعماق الادغال يوما ...

امسك يديها بلطف

- مارسيا انت ستصبحين سيدة عن قريب، عليك ان تصبحي اقوى! شخصيتك... ضعيفة مقارنة بالبقية هنا و لست افهم السبب حتى ان كانت حياتك قديما اكثر قسوة منهم
- السيدات اقوى مني؟ جديا فيليبي؟ ان كانت روزينا كسرت طاولة المطعم بكل ماعليها فقط بسبب رؤيتها لفأر !
- روزينا استثناء_ضحك مرتبا شعره_ مالذي حدث للفأر في النهاية؟ انا اشعر بالفضول الآن
- عم الصراخ في كل المحل حتى قتلته ارملة برايس حاذفة اياه بكعبها او شيء من هذا القبيل، لا افهم من ماذا يصنعون تلك الاحذية...

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن