الفصل الواحد و الستون

31 6 6
                                    

جينوفيفا

استيقظت في اليوم التالي على صوت الطبيب قرب سريري و سحبت جسدي للأعلى بينما احاول تذكر حلم راودني خلال نومي متجاهلة حديثه لبضع ثوان، اتذكر وجود ايرمينيا في هذا الحلم، و كونها... بطريقة ما تبدو قريبة مني للغاية... لا احب التفكير فيها ولا في ذكرياتي معها في الواقع، هذا يتسبب لي فقط في اسئلة و آلام لا تنتهي، فأنا لم افهم يوما لما تغيرت فجأة او اتوقف عن الاشتياق لها... حسنا، جزء الاشتياق دام من طفولتي حتى مراهقتي فحسب، اما في الست سنوات الاخيرة فقد شغل بالي ماقد يزيل عني اشتياقي لنفسي حتى، انا ببساطة احضى بٱستمرار بمشاعر تكون اسوء من التي قبلها فتقوم بدفنها.

كنت لأمضي ساعات افكر في الحلم من جديد لولا الطبيب الذي قام بلفت انتباهي واضعا يده على كتفي مكررا سؤاله من جديد:

- دونيا جينوفيفا فهمت التشخيص اذن؟

- لا اظنني سمعته حتى. آسفة، يمكنك الاعادة؟

- التعب بحد ذاته مسألة ارهاق او ضغط نفسي فحسب

توقف عن الحديث للحظة ثم سحب من حقيبته الجلدية ضرفا و وضعه قربي ليستئنف الحديث من جديد مشيرا له:

- اما النزيف و ما يليه من مضاعفات فحسب نتيجة التحاليل سببه العقاقير التي اخدتها، تناولت جرعة مضاعفة

- اخدت واحدة فحسب حرفيا

- انها عقاقير للضغط المرتفع ليست مسكنات هذا اولا، ثانيا يؤخد ربعها فحسب و ليس كاملة

- متى سأستطيع مغادرة الفراش؟

- لست انا من اقرر هذا ، تعودين لأعمالك العادية متى عادت قواك فحسب

- اي تقدير لكم قد يدوم؟

- في اسوء الاحوال اسبوع الى اثنين اضافيين حتى تتعافي بشكل كامل

لم ارغب في طرح المزيد من الاسئلة بعد انزعاجي من الخبر الذي تلقيته للتو، فودعت الطبيب مخبرة اياه بأنني سأعود للنوم لأنسل الى غرفتي فور مغادرته مستغلة كون اورسولا خارج البيت هي الاخرى، و اتصلت بأحد محققيَ الخاصين اللذين كنت قد حصلت عليهم بعد موت آلفريدو احتياطا فحسب لحالة احتياجي لرجال تحت خدمتي انا الأخرى، لم اخل يوما انني سأستخدم احدهم لمهمة كهذه لكني ادفع لهم شهريا على كل حال، لذا فل يعملوا على شيء ما على الاقل .

جلست على كرسيَّ من جديد بعد ثواني من الوقوف فحسب كانت كافية بجعلي اتعب بالفعل، و رن الهاتف مرتين فحسب قبل ان يرد علي صوت بارد كنت اعرفه جيدا، لم ارد اطالة الحديث فدخلت في صوب الموضوع مباشرة، تأكدت من كون صوتي ثابتا كفاية كي لا ابدو مترددة عند الحديث، فالضعف لم يكن ابدا من سماتي.

- اينريك، انها انا دونيا جينوفيفا، لدي عمل طارئ لك، ابدأ في تجهيز جواز سفرك و شراء تذكرة، ستذهب للبرازيل. اريدك ان تبحث عن شخص ما هناك و تحضره لي مهما كلف الثمن

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن