فلاشباك مهم

51 8 2
                                    

سامويل

انعكس شعاع الشمس و ظل بعض الاشجار على البحيرة امامي و اخدت اتجول نحوها في انتظار مساعدي، الجو مثالي و كنت لأتأمل المنظر حولي لولا العاصفة داخل عقلي في هذه اللحظات، سأعرف عن نفسي اولا، انا سامويل آلداي، ابن اكبر تجار المجوهرات في اسبانيا، و في هذا اللحظة بالذات، انا في ورطة.

قبل ساعات فقط كنت في قمة السعادة و الفخر، فقد سنحت لي الفرصة لصنع مجوهرات و تيجان للملكة شخصيا، هذا حلم كل تاجر مجوهرات في اسبانيا، فهذا يجعل اسمك معروفا عالميا و ليس محليا فقط، والدي يثق بي لتحقيق هذا الانجاز، و كل شيء كان مثاليا حتى اختفى احد التيجان، و اكثرهم قيمة!

كيف لتاج ان يختفي بهذه السهولة بحق الجحيم؟! كان عمالي ينقلون الصناديق للمخزن و في رمشة عين تبخر صندوق، كأن الارض ابتلعته. ان كنتم تتسائلون مالذي افعله هنا في غابة بدل البحث عن اللص فالإجابة بسيطة، الوغد تجرأ على المطالبة بمبلغ من المال مقابل اعادة التاج، و قال في رسالة اننا سنلتقي هنا، و يبدو انه لم يدرس حتى، خطه في الرسالة كان شبيها بخط الاطفال و كانت هناك بضع اخطاء بها. الشرطة ايضا هنا بالمناسبة، لست غبيا لأدفع مالا لٱسترجاع شيء من صنع يداي ، لذا ببساطة سيمسكون بذلك اللص بعد ان يعطيني التاج، انهم على بعد خمسون مترا تقريبا ، يجب على الامر ان ينجح، ذاك التاج ثمين للغاية.

بحثت بنظري في الارجاء لأتفاجئ بطفلة في الثانية عشر من عمرها تقريبا تحمل كيسا ضخما على ضهرها آتية نحوي، وضعت يدي على جبيني ، لابد انك تمازحني... تنفست بعمق ثم انخفضت لأصبح بنفس مستوى طولها و استطيع رؤية ملامحها لكي اتأكد من انني اكلم طفلة و ليس بالغة قزم، و اجل ، انها طفلة.

كانت هزيلة البنية مع شعر بني شبه اشقر و عينين بنيتين ، كانت لتبدو كالملاك لولا الغبار على وجهها و فستانها الشبيه بكيس البطاطا.

- اذن انه جبان لدرجة ارسال طفلة مكانه؟
وقفت مكتوف اليدين
- من؟

تحولت نظرتها من الجدية الى الاستغراب

- من سيكون؟ الوغد الذي سرق التاج و ارسل الرسالة مطالبا ب...

قاطعتني

- لا يوجد لص آخر، انا من اخدته

اخرجت التاج من الكيس فوق ظهرها

- كم ثمنه؟
- لا يهم، اعطني قدر ماتريد ، اربعة بيسيتا ربما، فقط ما يكفي لبعض الطعام...

ضحكت من تفاهة الموقف، تاجي المقدر بثمان آلاف بيسيتا على الاقل يباع بأربعة... هذه الطفلة لا تعرف ما سرقت

- هذا الشيء بيدك ثمين للغاية و الشرطة تحيط المكان لإستعادته

حاولت الهروب لكنني امسكت بها

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن