فيليبي
استيقظت اليوم على صوت مارسيا غير العادة، فهي دائما ما تخجل من طرق باب غرفتي او احداث اي ضجة قبل نهوضي من فراشي، صوتها ضعيف عادة و خجول للغاية، لن اقول انه عذب، كان هذا ليكون نفاقا، لكنه حنون نوعا ما، ببساطة صوت جمع بين لطف الخادمات و خشونة الادغال، لطالما لاحقت كل فستان مر من امامي لكن اعرف شعور الحب عندما يصل، قمت بتجربته من قبل مع سيليا حتى ان كان هذا غريبا بالنسبة لشخص فعل بها كل ما فعلته انا، لكنه كان حبا، انا متأكد من هذا، كتأكدي من الدفئ الذي يغطي قلبي كل مرة ألمح فيها مارسيا او اتذكر كونها هنا قربي و مستعدة لإكمال حياتها بجانبي، دون اي اعتراضات او شكوى كباقي سيدات هذا العصر، لنركز على كلمة "سيدات" فالخادمات لا تعترضن على الزواج من اسيادهن ابدا، الكل يبحث عن الغنى و النفوذ و انا أولهم، و لو وددت الزواج من خادمة لفعلت ذلك بعد موت سيليا مباشرة، لكن كلهن متشابهات، نفس العقلية، نفس طريقة الحديث و نفس مستوى الذكاء حتى؛ لذا عندما وجدت مارسيا اقسمت ان احتفظ بها لنفسي، هي ببساطة مختلفة للغاية...
دخلت مارسيا الغرفة بعذ الاستئذان و وضعت صينية الطعام امامي، كنا سنفطر سويا اليوم و انا تذكرت هذا للتو، ربما لهذا تحمست الفتاة و حصدت الجرأة الكافية لإيقاضي، باشرت في النهوض من الفراش عند رؤيتها تدخل و ذهبت لغسل وجهي، لأتوقف لحظة عند النافذة قرب باب الحمام بعد رؤيتي لأفعتين في غاية الجمال، ربما انا اكره كلا من دونيا جينوفيفا و آلبا لكن هذا لا يمنعني من تأمل جمالهما كلما سنحت لي فرصة، فأكثر النباتات جمالا هي اكثرها خطرا كذلك لذا من الافضل ان نراقب من بعيد و ندرسها بدقة، حتى لو كان خداع جينوفيفا سهلا بسبب "قلبها الحالم" فدائما سيبقى افضل انجاز لي، لازلت فخورا بالموضوع لن انكر هذا؛ الفتاتين قاما بتوديع بعضهما البعض عند مدخل المبنى و افترقا بعد عناق طويل، لتركب آلبا في سيارة فاخرة من المؤكد انها ملك أرملة برايس، و دخلت هذه الاخيرة المبنى من جديد تحر اديال الخيبة.
بقيت لبضع ثواني واقفا امام تلك النافذة، متذكرا تفاصيل جينوفيفا من جديد، عينيها القويتين، بشرتها البيضاء كالقمر و ملامحها المثالية كتماثيل عشتار المنحوثة في عهد الاغريق، من اخدع؟ لا يهم كم مرة سأغرم فيها، لن اتغير ابدا في ما يتعلق بالاعجاب بفتيات غير اللواتي يسكنن قلبي، لا اظننا خلقنا لنكون مخلصين لشخص واحد على كل حال، على الاقل الرجال لا. اخرجتني من دوامة التفكير هذه يد مارسيا التي لمست كتفي بحذر، استدرت لأجدها تنظر الي بعينين فضوليتين ، مستغربة من كوني لازلت لم ادخل الحمام بعد.
- آسف، رأيت شيئا كان قد لفت نظري فحسب
- انها التاسعة صباحا مالذي قد تراه في وقت كهذا؟ثم القت نظرة سريعة على النافذة مردفة
-لا احد هنا عدا بائعي الحليب...
- كان هناك شجار نزاع بين اثنين من البائعين المتجولين هنا
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...