الفصل الرابع و السبعون

34 7 7
                                    

جينوفيفا

بقيت انظر لسانتياغو غير بادلة جهد اخفاء دهشتي، و املت رأسي مشيرة له بالحديث فصمت لأول مرة... صمت ناظرا للأرض بضع ثوان كأنه يتريت قبل النطق، شيء لم يفعله قط في الشهرين اللذان مكت فيهما هنا... كما هو طبيعي حرك ذلك شكوكي و شغل وضع التأهب في ذهني، لأشرع تلقائيا في درس ملامحه و لغة جسده، عملية باءت بفشل ذريع نظرا لغموض هذا الرجل التام.

نطق اخيرا ليخرجني من دوامة تفكيري الشبه ابدية

- انها تثير شكوك مارسيا من شدة التصاقها بها،
توسوس لها كالشيطان

كان صوته هادئا كالعادة لكن عيناه حادتين، كأن تلك الكلمات قد غلفت بشيء من الحقد مهما حاول هو تجريدها من اي احساسيس

- اخبرتني بهذا من قبل، ما الجديد؟ او انها...

اقتربت منه خطوة ايضافية، كانت نبرتي تهديدية بجدارة و كنت ادرك ذلك

- اكتشفتْ شيئا مهما لا تريد مني ان اعرفه؟

ابتعد مني سانتياغو غير مرتاحا من قرب المسافة بيننا، و اسند ظهره على مكتبي بينما يتشبت بحافته ثم تحدث بسخرية

- مالذي ستكتشفه مثلا؟ اي عاقل سيصدق مايحدث اساسا، توأم زوج فتاة ما يأتي من دولة اخرى باحثا عنها، يتظاهر بأنه زوجها و كل هذا بأمر من عشرينية غنية تريد الزواج من حبيب تلك الفتاة؟ بالله عليك

- اي شخص واع بما يحدث حوله سيصدق، لكن مادمنا نتحدث عن غبيتك فما تقوله جائز، اصلا اي حد من العمى على المرء ان يصل له كي لا يتعرف على زوجه؟ يال السخف

لاحظت انزعاجه من اهاناتي لها طبعا، كنت ارى كيف تضغط اصابعه النحيلة على المكتب خلفه بقسوة كأنه يتمنى توجيه تلك الضغطات لعنقي، لكنني استمريت في الحديث فردات فعله تلك تسليني لحد عجيب

حل الصمت لثوان كنا نسينا فيها هدف حديثنا الاساسي، حتى ابدى لي سانتياغو معروف اعادتنا لصلب الموضوع

- مالذي ستفعلينه بشأن التخلص من اورسولا؟

- كل شيء مخطط له بالفعل لكنني اود سؤالك عن ما كنت لتقترحه انت

- لا شيء، تكلفي انت بأمر التواصل مع قاتلك المستأجر و...

قاطعته ضاحكة

- عفوا، مع من؟ سانتياغو ما عملك انت؟ لما تظنني ادفع لك خمسمائة بيسيتا شهرية، صدقة؟

جفل  و احمرت عيناه ذات الرموش الكثيفة بينما يبلع ريقه غير متقبلا ما سمعه للتو ليحول صدمته لاصرار في نبرته المجيب علي بها

- لن الطخ يداي بالدماء، عهدت ان اترك تلك الحياة خلفي للأبد

تنهدت محركة رأسي من جانب لآخر مبتسمة

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن