الفصل الرابع عشر

83 11 0
                                    

بدأت لوسيا تحوم بتوتر في انحاء الغرفة ، حب حياتها كان قد عاد و لم تبدو عليه نية لمغادرة الحي ، الافكار في رأسها كانت كالعاصفة تزيل كل ذرة راحة بخاطرها، حتى توقفت المرأة فجأة لتمسك كتابا مدعية قرائته عند رؤيتها لادوارد يدخل غاضبا.
- ذلك اللعين انا سوف...

نطق واضعا معطفه بغضب لترفع لوسيا عينيها عن الكتاب ببرود

- مالذي حدث الآن ؟
- عشيقك عاد و يحاول التقرب من ابني ، اتسمعين؟ ابني!
- اي عشيق بحق السماء ؟!

اصبح وجهها شاحبا كأوراق الخريف

- الكاهن! مابهم رجال ماضيك يعودون جماعة؟ اولا الآلداي و الآن هذا...
- و هل هذا ذنبي في نظرك ؟ انا لم اكن حتى اعرف انه هنا او انه يعرف ماتييو !
- لا اريد رؤية ابني معه من جديد ولا يخطر ببالك التحدث معه _نظر بحزم_ و لا تضطريني الى اعادة كلامي ثانية
- ليس لدي شيء للتحدث فيه معه اصلا و ماتييو ليس من المفترض ان اورسولا هي من تراقبه؟ اذن لا تلمني انا
- هكذا انت دائما... تتهربين من المسؤولية... تنكرين اخطائك بدل اصلاحها

قال بينما يغادر الغرفة لتهمس لوسيا بٱستهزاء

-انت محق، اتهرب منها او اتزوجها ...

ثم تنفست بعمق منادية خادمتها

- اورسولا تعالي الى هنا رجاء
- سيدتي ناديتني..._نظرت اليها بتمعن_ سيدتي لما تحملين الكتاب بالمقلوب بحق السماء ؟

نظرت لوسيا الى الكتاب تم ترميه ارضا و تلمس جبينها خافية وجهها بين يديها المترجفتين.

- اورسولا انت كنت تعملين لدى تيلمو لذا لابد انه يعزك ، اطلبي منه الذهاب رجاء
- حاولت سيدتي حاولت... لكنه اتى لتنظيف اسمه و اخد ما يخصه ...
- انا لن اعود الى ذراعيه ولا اعطيه ابني لدى من الافضل له ان يبتعد عنا ، لست مدينة له بشيء ، يكفي انه حاول اخد تروثي
- لازال يقول انه بريئ من ذلك
- بريئ او لا لا مكان له هنا، هو فقط يؤذي كلانا...

عند سقوط الليل كان حي اكاسياس لايزال يعج بالجيران ، جيران كانت بينهم جينوفيفا التي نزلت للتمشي وحدها ، كان من عادتها النزول برفقة سامويل الا انه لم يكن في البيت اليوم فذهبت دونه، و متأملة ضوء القمر الذي غطى كل اركان الحي كعادته و مستمعة لنميمة الجارات حولها تقدمت ساحبة تنورتها الزرقاء على الارضية التي كانت لا تزال رطبة من امطار الصباح لتشعر بيد خشنة توضع على كتفها و تسحبها بسرعة لحي اكثر ضلمة. استدارت بهلع لتتعرف على وجه الرجل الذي كان امامها بالرغم من الظلام الذي غطى جل ملامحه... عينين واسعتين باردتين كالجليد، لحية طويلة و اسنان بضعها ذهبية، ذاك كان دون اي شك يد كريستوبال اليمنى، آريزا...
عشرات ذكرياتها مع كريستوبال بدأت الاستحواذ على عقلها في ثواني لتستفيق بسرعة محاولة الصراخ فغطى فمها .
- هشششش _ابتسم بخبث_ عزيزتي ليست من مصلتحك الصراخ فبعد كل شيء انا آتي لعقد اتفاق

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن