بدأت لوسيا تحوم بتوتر في انحاء الغرفة ، حب حياتها كان قد عاد و لم تبدو عليه نية لمغادرة الحي ، الافكار في رأسها كانت كالعاصفة تزيل كل ذرة راحة بخاطرها، حتى توقفت المرأة فجأة لتمسك كتابا مدعية قرائته عند رؤيتها لادوارد يدخل غاضبا.
- ذلك اللعين انا سوف...نطق واضعا معطفه بغضب لترفع لوسيا عينيها عن الكتاب ببرود
- مالذي حدث الآن ؟
- عشيقك عاد و يحاول التقرب من ابني ، اتسمعين؟ ابني!
- اي عشيق بحق السماء ؟!اصبح وجهها شاحبا كأوراق الخريف
- الكاهن! مابهم رجال ماضيك يعودون جماعة؟ اولا الآلداي و الآن هذا...
- و هل هذا ذنبي في نظرك ؟ انا لم اكن حتى اعرف انه هنا او انه يعرف ماتييو !
- لا اريد رؤية ابني معه من جديد ولا يخطر ببالك التحدث معه _نظر بحزم_ و لا تضطريني الى اعادة كلامي ثانية
- ليس لدي شيء للتحدث فيه معه اصلا و ماتييو ليس من المفترض ان اورسولا هي من تراقبه؟ اذن لا تلمني انا
- هكذا انت دائما... تتهربين من المسؤولية... تنكرين اخطائك بدل اصلاحهاقال بينما يغادر الغرفة لتهمس لوسيا بٱستهزاء
-انت محق، اتهرب منها او اتزوجها ...
ثم تنفست بعمق منادية خادمتها
- اورسولا تعالي الى هنا رجاء
- سيدتي ناديتني..._نظرت اليها بتمعن_ سيدتي لما تحملين الكتاب بالمقلوب بحق السماء ؟نظرت لوسيا الى الكتاب تم ترميه ارضا و تلمس جبينها خافية وجهها بين يديها المترجفتين.
- اورسولا انت كنت تعملين لدى تيلمو لذا لابد انه يعزك ، اطلبي منه الذهاب رجاء
- حاولت سيدتي حاولت... لكنه اتى لتنظيف اسمه و اخد ما يخصه ...
- انا لن اعود الى ذراعيه ولا اعطيه ابني لدى من الافضل له ان يبتعد عنا ، لست مدينة له بشيء ، يكفي انه حاول اخد تروثي
- لازال يقول انه بريئ من ذلك
- بريئ او لا لا مكان له هنا، هو فقط يؤذي كلانا...عند سقوط الليل كان حي اكاسياس لايزال يعج بالجيران ، جيران كانت بينهم جينوفيفا التي نزلت للتمشي وحدها ، كان من عادتها النزول برفقة سامويل الا انه لم يكن في البيت اليوم فذهبت دونه، و متأملة ضوء القمر الذي غطى كل اركان الحي كعادته و مستمعة لنميمة الجارات حولها تقدمت ساحبة تنورتها الزرقاء على الارضية التي كانت لا تزال رطبة من امطار الصباح لتشعر بيد خشنة توضع على كتفها و تسحبها بسرعة لحي اكثر ضلمة. استدارت بهلع لتتعرف على وجه الرجل الذي كان امامها بالرغم من الظلام الذي غطى جل ملامحه... عينين واسعتين باردتين كالجليد، لحية طويلة و اسنان بضعها ذهبية، ذاك كان دون اي شك يد كريستوبال اليمنى، آريزا...
عشرات ذكرياتها مع كريستوبال بدأت الاستحواذ على عقلها في ثواني لتستفيق بسرعة محاولة الصراخ فغطى فمها .
- هشششش _ابتسم بخبث_ عزيزتي ليست من مصلتحك الصراخ فبعد كل شيء انا آتي لعقد اتفاق
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...