الفصل السادس و السبعون

44 5 5
                                    

جينوفيفا

بعد انتهاء كل مواعيدي كان العصر قد حل، فمررت ببيت فيليبي بنية التنزه معا، فلربما كلانا مررنا بيوم طويل و شاق و إن كان على مستويات مختلفة، مختلفة للغاية...

فور التقاء مقبضي بالباب وجدته يفتح و تستقبلني إحدى الخادمات المؤقتات لدى خطيبي فوجهت لها ابتسامة سريعة و تقدمت مباشرة نحو مكتبه، لأجده يدرس أحد ملفاته بتمعن فلم استطع كبح ضحكة صغيرة غادرت تغري فور ادراكي لكون شخص ما فاقدا لعقله بالقدر الكافي لتوكيل فيليبي محاميا له، فالمسكين و إن كان ماكرا في حياته الإجتماعية إلا أنه محامٍ فاشل لدرجة غير طبيعية بالمرة، و هذا بات يعرفه كل من في المدينة من الاسياد حتى الخدم .

- انتِ هنا...

رفع رأسه عن الاوراق و اتجه نحوي لأضحك بينما يقترب

- ليست لديك ذرة تركيز في الملف...

- لقد شممت رائحة عطرك عند دخولك فحسب

- هذا يؤكد كلامي ... لربما عليك التطرق للأعمال فقط، انا اخبرك بهذا لمصلحتك

- ابدا

تنهدت باحثة بنظري عن مكان للجلوس، فدفعني بلطف نحو أريكة لدى بوضوح من مظهرها بأنها لم تغير من عهد سيليا

- لا يهم كم من الوقت اقضيه في هذا المنزل، لم اشعر بالارتياح يوما... كأن كل شيء فيه يروي قصة احزن من الثاني...

- تقول هذا من تعيش في بيت قتل فيه على مر السنين نصف الحي

- مادامت كاييتانا المسؤولة عن الأمر فلا شيء يحزنني انا

سئمت أن يذكرني الناس بمالكة البيت السابقة كاييتانا على كل حال، أعني ما المثير للاهتمام في جرائم حدثت منذ أزيد من عشرون سنة على كل حال؟ ليس الأمر و كأن كونها تقريبا من عائلتي يجعلني مجبرة على سماع حياتها بالتفاصيل في كل تجمع للسيدات ... أنهم يرفضون نسيانها، يرفضون نسيان الشقراء التي جنت بعد هجران زوجها لها فقتلت ابنتها انتقاما منه، يرفضون نسيان غرورها الذي كان يحثها على معاملة الكل بدونية حتى و هي أكثر بؤسا منهم ... و بالطبع ينسون كم قاموا بغض النظر عن اغلب جرائمها فقط لنيل رضا شخص بسلطتها... الأمر أشبه بمسرحية انتهت من زمن بعيد للغاية، لكن ابى ممثلوها نزع ازيائهم بعدها.

بقينا في صمت مريح لدقائق بينما أنا غارقة في بحر افكاري، حتى فاجئني فيليبي لامسا بطني

- كيف حال صحتك؟ تشعرين بأي شيء غير طبيعي هذه الايام؟

- كل شيء على ما يرام، لكن سيكون علي ارتداء الكورسيه من الآن فصاعدا لإخفاء الأمر و يخيفني احتمال ايذاء الجنين هكذا

- رأيت؟ والدتك تفكر في مصلحتك قبل أن تولد حتى، يا ترى مالذي فعلته لتستحق أما بهذه الروعة، ها؟

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن