الفصل الثاني و الخمسون

43 5 4
                                    

حل المساء و بدأ حي اكاسياس بإغلاق ابوابه، البائعون المتجولون باشروا بدفع عرباتهم على الارضية شبه البرتقالية بسبب ضوء المصابيح و العربات بدأت تصل لتضع آخر ركابها الآتين من وسط المدينة، لتنزل اورسولا من احدها حاملة سلة مشتريات و تتوقف عند مدخل المبنى معاينة للمرة الأخيرة في ذهنها ما تنوي قوله لجينوفيفا لتبرير كذبتها، صعدت العجوز اخيرا و فتحت الباب لترى جينوفيفا في مكانها الاعتيادي تشاهد الحي من نافذتها مرتدية فستانا قرمزيا دون اي نوع من الزينة و بتسريحتها الانيقة الاعتيادية، كان يبدو انا عائدة من مكان ما للتو و لكن اورسولا فضلت الدخول لموضوعهما الاساسي مباشرة بدل سؤالها عن اي شيء آخر، تقدمت الخادمة بضع خطوات ناحية سيدتها ثم انتظرت بهدوء الإذن للتكلم، الفتاة استدارت بٱنزعاج واضح و اشارت لاورسولا بالجلوس بينما تتجول هي في انحاء غرفة المعيشة.
- هل ما قاله فيليبي صحيح؟

وقفت امام اورسولا مكتوفة اليدين لتحذر هذه الاخيرة رأسها

- اجل
- اسلوب التحفظ في الاجابات لن يفلح معي، احكي كل ما لديك
- انا خنتك مع دون آلفريدو سيدتي

بقيت صامتة، ذلك شيء كانت تعرفه بالفعل لكن لم تفهم علاقته بعبودية خادمة فيليبي او به هو حتى

- انا اعرف هذا بالفعل اورسولا، لست عمياء ولا صماء كي لا ارى ما كان يدور بينكما لذا دعيك من التماطل و اذهبي للقصة الرئيسية، كيف امكنك شراء فتاة بحق ال...

توقفت لكي لا تظهر انزعاجها او اخدها للامر بمحمل شخصي، اورسولا لم تكن تعرف اي شيئ عن ماضي سيدتها و بوح هذه الاخيرة بأي كلمة خاطئة قد يجعل هذا السر في خطر

- اكملي...
- انها نفس القصة سيدتي، كنت قد اشتريت مارسيا لإرسالها للتجسس على دون فيليبي قبل ان ابدأ بالعمل لديك، لديه اسرار قد تفيدني للغاية او هذا ما اعتقدته على الاقل... فتلك الخادمة عديمة الفائدة و لم تستطع فهم شيء في مستندات المحامي كي تحضرها لي، ايا يكن،كنت على وشك اعادتها لمالكها الاصلي سيزار عندما بدأت شراكتي مع آلفريدو و حينها طلب منها هو البقاء للتجسس عليك انت وفيليبي، لكن _تنهدت_ عديمو الفائدة لا يتغيرون ابدا، لذا فشلت في المهمة الثانية كذلك بسبب وقوعها في حب المحامي...
قاطعتها
- تحب من؟!
- لا تتعجبي هكذا، فهو ايضا يبادلها نفس الشعور او لما تظنينه اتى الى هنا هذا الصباح مثلا؟ ليدافع على خادمة عادية؟
- لا يمكن لفيليبي ان يقع في حبها، اورسولا هذا مستحيل_صمتت لثانية_ انها... انها سمراء، مترعرعة في الادغال و أمية! لما قد يحبها بحق السماء!
- الحب اعمى

ضحكت بسخرية ثم اجزمت

- ليس لدرجة ان يرفضني انا و يفضلها هي، هذا جنون
- سيقوم بخطبتها رسميا، كل الحي يعرف هذا
- ذلك اللعين لا يفهم نفسه حتى، انا لا افهم هذا التناقض

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن