الفصل التاسع و العشرون

34 10 0
                                    

في منزل فيليبي كانت تتقدم بخجل و تردد فتاة شابة سمراء ذات شعر مجعد و عينان واسعتين، كان فستان الخادمات كبيرا عليها للغاية فتعترث بسببه بضع مرات عند مدخل المنزل، فيليبي بقي متأملا اياها للحظات ليمسك جبينه نادما، دائما ماكان عاشقا للفتيات الجميلات او على الاقل الذكيات، و كان من الواضح ان الفتاة التي امامه لاتملك اي منهما، "كل خادماتك كن كالجواهر المنسية و الآن تحظر فتاة كهذه... فيليبي بدأت تصاب بالعمى" قال لنفسه. تنهد المحامي بخيبة امل ثم بدأ بالحديث مع الفتاة اخيرا.
- ايتها الشابة، تتكلمين الاسبانية؟

صمتت الفتاة للحظات ثم تكلمت اخيرا

-قليلا
- يا رجل..._امسك جبينه_ ما اسمك؟
- مارسيا
- حسنا يا مارسيا، ان كنت امام الكنيسة مع باقي الخادمات اذن على الاقل تعرفين ماعليك فعله صحيح؟

بدأت الفتاة بالتحدث بالبرازيلية لتزيد التين بلة ، ضحك فيليبي بضع ثواني من فشله الدريع ثم نظر اليها من جديد.

" المترجم سيكلفني نقوذا اكثر من مرتبها اصلا " فكر قبل البدأ بالحديث.
- ان احتجت لشيء اسألي بقية الخادمات ، انا سأخرج

اما عن حال الحي،  فككل صباح كانت الجارات مجتمعات في مقهى فيليسيا ، مواضيع الحديث لم تنقصهن يوما لكن موضوع هذه الجلسة كان مثيرا للاهتمام، فأحداهن كانت قد لمحت ارملة الآلداي عند شباك منزلها.

سوزانا كانت طوال المحادثة تحاول ايجاد سبب لعودة الفتاة بعد ست اشهر، الكل كان قد استغرب بالفعل من ذهابها المفاجئ و عدم بيعها للمنزل، خصوصا السبب الاخير، ففي نظر الجميع لم تكن اكثر من جشعة طمعت في ثروة عائلة الآلداي و تركها لشيء قيم كالمنزل كان غريبا للغاية ، و ربما حتى مثيرا للشكوك ، روزينا التي تتوقف عن الكلام طول المحادثة صمتت فجأة ناظرة الى المبنى بعينين مفتوحتين كالاطباق، لمست كتف سوزانا مشيرة لها بالنظر الى مايحدث امامهن، كانت جينوفيفا مغادرة المبنى رفقة شخص انيق ذو قامة طويلة و شعر شائب، كانت ترتدي معطفا اسودا طويلا مطرز كان قد غطى الفستان القرمزي التي كانت ترتديه اسفله، قبعتها كانت تملك نفس لون فستانها تقريبا، الا انها كانت تتميز بشريط حريري شفاف في طرفها ، عند لمح الفتاة لنظرات الجيران وضعت رأسها على كتف زوجها ماسكة ذراعه و بدأت بالضحك متظاهرة بعدم رؤيتها لهن.
- ارأيتم كم هو انيق ذاك الرجل الذي برفقتها!

قالت روزينا بصوت عال لدرجة وصوله للزبائن في الجزء الخلفي من المقهى، لتجيبها سوزانا شبه عابسة

- و انظري اليها هي ايضا، يبدو انها اخيرا غيرت تلك الملابس المفتنة، تبدو اخيرا كسيدة
- حسنا ملابسها القديمة ايضا كانت جميلة بالنسبة لفتاة في عمرها، و الآن لا ادري... هاي اتظنون ذاك الرجل والدها او شيئ من هذا القبيل؟

استدارت ناحية بقية الجارات لتجد جواب سؤالها عند كارمين، التي كانت في هذه المدة قد تزوجت من رامون لتصبح سيدة هي الاخرى.

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن