الفصل التاسع و الخمسون

29 8 2
                                    


جينوفيفا

غططت في النوم فور اخفاء رأسي تحت غطائي الحريري الكثيف، و هكذا مرت الساعات في رمشة عين حتى وجدت نفسي افتح عيني بفعل اشعة الشمس المركزة عليهما و على كل ركن في غرفتي الواسعة.

امضيت حوالي ساعة اتقلب في فراشي غير آبية النهوض بعد الشعور بتعب غريب التصق بكل جزء من جسدي مرفوق بصداع جعلني اكره جميع انواع الاصوات. كنت اسمع من غرفتي ضجيجا و حركة غير عاديين في الحي لكن لم اعطي للأمر ابدى اهتمام فأنا اعرف سببهما بالفعل، سيكون هذا حتما صوت الجيران يحيون فيليبي على استعادة عشيقته او يتحدثون عن ذلك فيما بينهم في مطعم الحي، و هذا سبب آخر لعدم رغبتي في النهوض، فلسبب ما كان قلبي يقوم بوكزي كلما تخيلت كلا من مارسيا و فيليبي امامي من جديد.

تعبت من المماطلة فٱرتديت ملابسي و سرحت شعري بأسهل طريقة خطرت على بالي ثم ذهبت لإعداد فطوري بنفسي عند ادراكي ان اورسولا لم تعد للبيت بعد، شردت للحظة متخيلة ردة فعلها بعد معرفة خبر اعتقال صديقها فأنا لم اقم بإعلامها قبل التحرك خوفا من ان تخونني هي الاخرى.

بعد تفكير دام لخمس ثوان قررت عدم الافطار فحملت كأس عصير فحسب لم اكمل منه شرفتي الثانية حتى سمعت طرقا عند الباب، تركت الكأس فوق اول طاولة لمحتها عيناي ثم توجهت لفتحه، لأجد هناك كلا من روزينا و سوزانا.

في الاشهر الماضية كانت علاقتي بروزينا عادت لسابق عهدها قبل "حادثة" ليبيرتو معي، لم يكن الامر صعبا ففي الواقع انا لم احاول مراضاتها حتى بل هي التي انصاعت من جديد بعد مراضات زوجها لها و بعد رؤية الاموال التي جناها من مساعدته لي في بعض المشاريع الصغيرة، ايضا السبب الاساسي من تملقها لي الآن هو احتياجها لصداقة سيدة بشهرتي و غناي، يال المفاجأة!

بقيت انظر لكلا السيدتين في صمت بعد عدم شعوري بالارتياح لزيارتهما في وقت كهذا، حركت ذراعي مشيرة لهما بالدخول لتومئ سوزانا رافضة بينما استوقفتني روزينا ممسكة ذراعي بلطف و مركزة في وجهي بشكل مريب.

- اوه سوزانا يبدو انها تلقت الخبر بالفعل! انظري الى هذا الوجه الشاحب... الامر مريع اليس كذلك؟

نظرت لها بٱستغراب غير دارية بما تشير اليه ثم اردفت

- دونيا روزينا لست افهم عما انت تحدثينني بالضبط

تدخلت سوزانا بعد اخراج تنهيدة طويلة انذرتني بوجود قنبلة ستُطلق للتو

- دون فيليبي...

تجمدت دماء عروقي بينما شعرت ببقيتها تتدفق الى وجهي جاعلة منه احمرا كلون فستاني، خشيت ان يكون قد حدث خطئ في توقيت الشرطة و سقط فليبي قتيلا قبل وصولهم، فبلعت ريقي و اشرت لسوزانا بإكمال حديثها

- لقد عاد بخادمته مصابة برصاصة في القلب بعد انقاذها، قال المحقق انها نقلت للمشفى لكن بعض الضباط معه يقولون انها كانت ميتة بالفعل عند نقلها...

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن