سانتياغوالاسبوع الرابع بعد حضوري... استيقظت ككل هذه الفترة لأجد مارسيا نائمة قربي، لست معتادا على الامر لكنني اسير معه ككل شيء احضرته لي هذه الحياة، ارتديت ملابسي في صمت و وقفت انظر لٱنعكاسي في المرآة، هذا الجسد الهزيل بدأ يتحسن... لربما الحضور الى اسبانيا لم تكن فكرة سيئة بعد كل شيء.
لا استطيع قول نفس الشيء عن هذه الغرفة البائسة الذي اسكنها الآن، جدران ذات الوان مملة و اثاث قديم ، كان يمكن لتلك المتعجرفة اعطائي بيتا افضل فهذا ما كان يحث عليه الاتفاق... اما العمل فهو بسيط و يجعلني اربح اموالا طائلة ، بالطبع بالعمل اقصد بقائي مع مارسيا و ليس العمل الشكلي في المخازن الذي ازاوله لتبرير دخلي فحسب.
"مارسيا انا ذاهب للعمل" صرخت بينما اغادر تلك الغرفة متوجها للخارج و لم اتلقى اي جواب، هكذا الحال منذ وصولي، كلامنا قليل و ان طال ينتهي بشجار اتحكم انا فيه بيدي بمعجزة. اول تلك الشجارات كان يوم وصولي، فبعد ان شرحت لها انني لم امت في السجن كما حكي لها انفجرت في وجهي قائلة انه يا ليتها كانت الحقيقة، فصفعتها بغضب فبعد كل شيء هي التي اقنعتني بالزواج بها من البداية لحمايتها من سيزار.
نظرت لساعتي محييا الجيران الذين يستقبلونني بٱبتسامات صفراء لينتقذوني في كل وجبة لاحقا، و من ثم توجهت لبيت ضخم خارج المدينة ملك لدونيا جينوفيفا تلك بعد ان طلبت مني لقائها هناك، وصلت قبلها فتجولت في انحاء البيت المهجور الذي يضاعف مساحة غرفتي ثلاثون مرة على الاقل، كان بإمكانها السماح لي بالسكن فيه على الاقل مكان علبة السجائر تلك، لكن الافعى فضلت ابقائنا قريبا لنكون تحت نظرها، يال ذكاء النساء مؤخرا!
وصلت اخيرا، سمعت حركة مفتاح عند الباب لأراها تدخل كأن ليس البيت وحده الذي ملكها بل المدينة كلها، اول مرة رأيتها بها شخصيا كانت يوم الزفاف فأنا قبل ذلك كنت قد تحدثت مع محققها فحسب، لكن ذلك لم يمنعني من ان اتعرف عليها فور وصولي للحفل، شابة طويلة القامة و ذات لباس غالي كانت تراقب كل مايحصل بيننا بنظرة يكسوها النصر عكس بقية الفضوليين... لن اكذب، تخيلتها اكبر سنا بكثير، فالمدينة كلها تهدي بإسمها و للجرائد ايضا نصيب، لكن هذا حال الاغنياء، يولدون في رفاه، يعيشون لينعموا بالشهرة و يموتون ليذكروا في الكتب... اما الفقراء فإن عرفنا احد خارج جدران حينا فل نشكر الرب! رغم انه حدث فغالبا قد يكون بسبب جرائم او مصائب فحسب
وقفت امامها مكتوف اليدين على مستوى صدري فتجاهلتني و توجهت لأحد الارائك لتمسح عنها الغبار و تجلس واضعة ساقا فوق الاخرى ثم بدأت بالحديث بنبرة حادة لم تناسب مظهرها القابل للكسر
- سأتكلم دون مقدمات، ستأخد جميلتك و تعودان لموطنكما، مهمتك ستنتهي هنا و الجزء الثاني من المال سأعطيه لك قبل الذهاب بساعات
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...