في مقهى الحي كان كل الجيران جالسين في انتظار وصول اخبار عن لوسيا او سامويل، روزينا التي قضت بضع دقائق تنظر الى كوب القهوى امامها بشرود رفعت رأسها اخيرا كاسرة جدار الصمت.
- الى متى سنظل ننتظر هنا ؟ لما لانذهب للمشفى و نسأل هناك.
نهضت من مكانها ليمسك ذراعها فيليبي و ينطق ببروده المعتاد- دونيا روزينا اجلسي ، ذهبت بالفعل و زوجة دون سامويل كانت لا تزال تنتظر عند باب غرفة العمليات، طردتني بالمناسبة
اومئ ليبيرتو بشرود و عينيه مغطاتين بتأنيت ضمير عميق ثم نظر لزوجته راميا اللوم عليها
- كان علينا اعطائهما المال روزينا...
- ثلاث آلاف بيسيتا هل جننت؟! لا يعجبونني حتىقاطعها غاضبا غير دار ان كان يوبخها هي او نفسه
- لكنه كان صديقي انا! _امسك جبينه_ دعمني طول هاته السنين و هذا كان ردي، خذلان!
وضع فيليبي يده على كتف ليبيرتو
- لم يكن احد ليحزر ما كان على وشك الحدوث دون ليبيرتو
- قال انهما كانا في خطر، لا افهم مالذي كنا في حاجة اليه بالضبط للتأكد من صحة كلامه...
- فيليسيا ابنتك تنظر الي كأنها على وشك قتلي...
تطل على كامينو الواقفة على بعد امتار
-مابها ؟
- تخيلات فقط ، انها خجولة انتم تعرفونها
نطقت فيليسيا ضاحكة ثم نادت على ابنتها
-كامينو ابنتي تعالي الى هناادارت كامينو ضهرها عائدة لداخل المطعم فصرخت فيليسيا بٱنزعاج
-كامينو!
- رأيتي! كلامي صحيحتنهدت فيليسيا واضعة يديها على خصرها
- كانت صديقة زوجة الآلداي ، لابد انه...
قاطعتها روزينا مشيرة الى الشارع
- انظروا! انها هناك
قالت روزينا مشيرة لجينوفيفا التي كانت تمشي بيأس ناظرة الى الارض، خطواتها البطيئة جعلت وصولها يبدوا ابديا و شعرها المنكوش و عيناها المنتفختين لم يغطيا على ملامحها النقية لذا بدت كملاك ساقط من السماء الى الارض جريح من أذى سكانها... رفعت رأسها اخيرا عند لمحها لكامينو تخرج مسرعة للبحث عنها و دون اي تردد، ذهبت لحضنها متجاهلة كل اسئلة من حولهن، ضمتها بقوة و غطست رأسها في ظهرها مخفية هكذا دموعها التي كانت تتساقط على ظهر الفتاة التي استمرت في حضنها بصمت، شعرت كأنها تحضن الكيان وحيد الذي يمكنها الوثوق فيه ولو لثواني... اخيرا بعد لحظات انتظار رفعت عيناها في ليبيرتو الذي كان قد اتى ناحيتها، نظرت اليه لثواني ثم همست "لقد مات" و ذهبت لمنزلها رفقة كامينو التي لم تفلت يدها . توجه ليبيرتو من جديد لمقاعد زوجته و اصدقائه و نظرته لم تفارق جينوفيفا بينما تدخل المبنى ثم نطق و عينيه تمتلئان بالدموع:
- سامويل آلداي قد مات
بعد بضع ساعات...
تقدمت كارمين نحو سيدتها التي كانت جالسة قرب تابوث سامويل واضعة رأسها على حافته .
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...