الفصل التاسع و الثلاثون

26 8 0
                                    

بعد بضع ساعات من شجار روزينا و ليبيرتو توجه هذا الاخير للكنيسة ليبقى واقفا امام تمثال المسيح خارجها و يبدأ بالدعاء مترجيا بكل قلبه انتهاء هذا الجحيم، نظر للأرض لبضع دقائق بإستحقار نفس عند تذكره لكلام روزينا ثم اغلق قبضته مستسلما لليأس حتى سمع صوتا نسائيا عذبا يأتي من خلفه مباشرة، ليجد جينوفيفا واقفة هناك بإبتسماتها اللطيفة و شعرها الذي كان يعكس شعاش الشمس كالمرآة ، تحولت ابتسامتها الى تعبير قلق و شفقة عند رؤيتها لعينيه الحمراوتين و وجهه الشاحب ثم تقدمت بينما تنورتها الخضراء تلامس الارض.
- مشكلة اخرى؟
- شجار آخر
- تريد التحدث عن الموضوع؟ نحن اصدقاء، ليست لدي مشكلة في الاستماع لك و تعرف ذلك جيدا
- سيكون هذا رائعا لكن لا يمكنني التحدث الآن، علي الذهاب للتكلم مع احد زبائني السابقين الذي كان قد اقرضني بعض المال...
- جيد اذن ، لنلتقي في المساء ، في منزلي، آلفريدو ليس موجودا على كل حال لذا يمكنك التكلم براحة

نظر لها ليبيرتو بتردد للحظات ثم اومئ نفيا

-دونيا جينوفيفا لا اريد ان اكون مصدر متاعب لك انت مع زوجك، اكيد انه لن يرضى بهذا، لا احد يترك زوجته مع شخص غريب في منزله...
قاطعته جينوفيفا واضعة يدها على كتفه

- اولا كما اخبرتك هو قد سافر، ثانيا هو لن ينزعج حتى ان علم لا تقلق، هو زوجي و انا اعرفه جيدا

- متأكدة ؟

- هذا المساء عند التاسعة اذن

- اراك هناك اذن...

عند ابتعاده ببضع خطوات ركضت الفتاة ناحية اورسولا التي كانت تغادر المبنى للتو ، ثم امسكت ذراعها بحماس و بدأت بالتحدث اليها بصوت خافت بينما تراقب تحركات بقية المشاة.

- استمعي لما سأقوله اورسولا ولا تقاطعيني حتى النهاية، هذا المساء، عند التاسعة و النصف اريد منك ان تفعلي شيئا لكي تدخل كاسيلدا، اقصد خادمة ليبيرتو و روزينا، يجب أن تدخل لمنزلي و تصل لغرفة المعيشة ، لا تسألي ، ستعرفين السبب هذه الليلة _ابتسمت_ ايا يكن، يمكنك فعلها بلا اخطاء نعم او لا؟

- نعم سيدتي، في التاسعة و النصف ستكون كاسيلدا
هناك

-ممتاز، سأذهب لمحل لوليتا اريد معرفة الاجواء في عائلتها الآن

في محل لوليتا كان الجو كئيبا على غير المعتاد، ذاك المحل الذي لطالما كان مكان فرحٍ تلقاك فيه ابتسامة لوليتا عند عبورك الباب او قبل ذلك حتى ، على عكس ذلك ، الآن صاحبة المحل كانت شاردة الذهن عند دخول جينوفيفا و اخد مكان احمرار وجنتيها هالات سوداء ضخمة من قلة النوم و عينان خاليتين من اي بريق او
اشارة حياة، وقفت جينوفيفا لحظة امام المحل مستغربة من عدم انتباه لوليتا لدخولها ثم قفزت لضرب الجرس المعلق عند الباب لجذب انتباهها، استدارت المرأة اخيرا ناحيتها بتفاجئ.
- جينوفيفا! آسفة لم انتبه لدخولك، لم اعلم انك عدت بعد
- عدت البارحة ، لوليتا ماهذه الملامح؟ انت بخير؟
- اجل ... انا بخير، فقط..._تنهدت_ فقط الاوضاع في البيت ليست بخير
- مشاكل اقتصادية؟
- يا ليتها كانت مسألة اموال فحسب، كنت سأكون بحال جيدة عندها لأنني لست من من يعتبرون الاموال اساس الحياة، لكن الامر و مافيه هو ان زوجي و والده دائموا الشجار ، لا توجد لحظة سلام في ذاك المنزل، انا و كارمين سنصاب بالجنون حتما
- آسفة لسماع ذلك اذن

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن