الفصل الثامن و الاربعون

47 6 25
                                    

في المقبرة مشيا كل من جينوفيفا و اورسولا وحيدتين نحو قبر آلفريدو، لم يحضر احد سواهما الجنازة و هذا كان متوقعا بعد مل ما فعله آلفريدو بسكان اكاسياس، فمن سيرغب بنعي سبب تعاسته و افلاسه؟ تقبلت جينوفيفا هذا الموضوع بسهولة فهذه ثاني جنازة تحضرها وحيدة بعد جنازة سامويل عكس اورسولا التي اعتبرت عدم حضورهم اهانة لذكرى الميت.

كان الجو مشمسا هناك على غير عادته، و بين صمت المقبرة و قلة الناس هناك ليلتها بدت جينوفيفا كمصاصة دماء بلباسها الاسود و بشرتها البيضاء الشبه شاحبة، اما اورسولا... فبدت كأورسولا، لا احد يشبهها لتُقارن به، ربما هي التجسيد الحي لأسطورة "يوبابا"، الساحرة الروسية ساكنة الغابات، مفترسة الاطفال و ارواح الضائعين.

بعد التعمق في تلك المقبرة لمست اورسولا كتف الفتاة ساحبة اياها نحوها

- سيدتي، قبر آلفريدو في الجهة الاخرى

- اعرف، سآخد هذه الورود لقبر سامويل اولا
- انت منهكة علينا العودة
- سنعود قريبا اورسولا لا تقلقي

ثم وضعت الورود على قبر سامويل قبل ان تطبع قبلة على القبر الرخامي و تكمل سبيلها.

عند وصولهما لقبر آلفريدو بقيت اورسولا تنظر له بصمت لثوان قبل ان تنطق
- متى سيأتي المفتش للتحقيق؟
- غدا مساءً اعتقد
- كل شيء حدث بسرعة عارمة...
- المعجزات لا تقوم بإعلامنا قبل الحدوث لا؟
قالت جينوفيفا مبتسمة بٱستهزاء لتستمتر اورسولا في جمودها
-معجزة؟ سيدتي لا اظن ان ملاكا نزل ليقتل دون آلفريدو
- ايا يكن، لم اكن اعزه لدرجة البحث عن قاتله، و ان فعلت فسيكون لشكره...الا تظنين الامر رائعا لدرجة لا تصدق؟ اعني انظري، هنا يرقد سيدك التعيس

ابتسمت بمكر ثم غيرت ابتسامتها لتعبير اشمئزاز لتردف هامسة خوفا من ان تسمعها اورسولا

- لن اسامحك مدى حييت، لن انسى كيف حولتني... لقاتلة...
ثم بصقت على القبر لتسحبها اورسولا بسخط
- سيدتي مالذي تفعلينه!

ثم جلست الشابة على القبر واضعة ساقا على الاخرى

-انت محقة اورسولا، انا منهكة لذا ربما علي الاستيراح قليلا
- سيدتي لنرحل فإن رآك شخص ما...

سحبتها بلطف فنهضت بٱنزعاج

- انت تبالغين في ردة فعلك هذه، فحتى لو رآني شخص ما فلن يستغرب، كل اسبانيا باتت تعرف سوء علاقتي بآلفريدو بعد المحاكمة، ايا يكن لنذهب

استدارت مرة اخيرة نحو القبر

- ايها الاقرع، انعم بسباتك في الجحيم فأنا سأتزوج من فيليبي قريبا_غمزت ثم انصرفت_ هيا اورسولا.

بعد العودة من المقبرة توجهت جينوفيفا مباشرة لبيت فيليبي، و بعد ان فتحت الخادمة لها الباب ذهبت لغرفة المعيشة حيت كان واقفا هو بهدوء يشاهد الحي عبر شرفته ثم عانقته من الخلف بسعادة بينما بقي هو تابثا كالحجر، لم تعر اهتماما لرد فعله و ابتسمت مشاهدة انعكاسهما في زجاج الشرفة.

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن