فيليبي
نحن في اليوم الثاني بعد عملية مارسيا، تغمر قلبي الفرحة كلما لمحتها تبتسم من جديد رغم ضعفها الذي اضطرها لقضاء مزيد من الوقت في هذا المشفى.
مارسيا لم تكف عن الحديث رغم نهي الاطباء عن ذلك كون هذا في الواقع قد يؤذي القلب الذي لم يلتئم جرحه بالكامل بعد؛ و بعد ساعات من الحديث قضيناها ذلك الصباح، اخدنا الحوار للحديث عن العملية فٱنزعجت هي فور ذكري لكونها حية بفضل جينوفيفا، فبدأت انا الآخر بتوبيخها منزعجا فور تذكري لكونها لم تشكر جينوفيفا او توجه لها الحديث حتى عند زيارتها لنا البارحة.
- مارسيا هذا تصرف طفولي للغاية، تعبير امتنان هو اقل شيء يمكنه فعله في موقف كهذا...
قاطعتني مارسيا بسخط
- اذن اعد لها نقوذها اللعينة و لنعتبر ان شيئا لم يحدث هنا
- هذا لن يغير شيئا، لقد انقذتك بالفعل. كما انني لا املك الآن نصف ذلك المبلغ حتى، ما مشكلتك انت مع الفتاة اصلا؟!
- انا دائمة الشعور بأنها لا تفعل اي شيء بنية صافية، حتى هذا اشعر بأنها فعلته لسبب آخر و ليس لإنقاذي... كما انه على المرء ان يكون اعمى لكي لا يلاحظ نظراتها لكلم اجب بل قمت بالايماء برأسي كإشارة خيبة امل فحسب، لطالما حسبت قلب مارسيا اكثر نقاءً و تخيلتها كسيليا في نبل روحها، لكن كلمات كهذه كانت تشككني في مدى حقيقة هذا فحسب.
- لما انت منزعج مني انا؟ طلبت الصراحة و انا اخبرتك اياها، لم اعد اطيق جينوفيفا
- انك تخيبين ظني فحسب مارسيا...
نظرت مارسيا لي بحزن ثم تنفست بعمق قبل ان تنطق من جديد.
- لك ما تريد، سأشكرها ان اتت، ولو انه لن يكون شكرا صادقا بالكامل.
ابتسمت لمارسيا بينما اربت على رأسها لأتذكر فجأة ان جينوفيفا لم تزرنا اليوم، ظننت لوهلة انها لربما انزعجت من سلوك مارسيا حتى تذكرت شيئا بدأ ينشر القلق في ذهني: نحن لم نتلقى زيارة اي احد اليوم.
استأذنت مارسيا و من ثم ذهبت الى الاستقبال باحثا عن هاتف يمكنني استخدامه للأطمئنان عن ما قد يكون قد حدث في الحي كي يبقى الجميع هناك مترقبين، حتى فوجئت و انا في طريقي الى هناك بكاسيلدا خادمة ليبيرتو تتقدم بخطواتها السريعة المعتادة.
استوقفت الفتاة فور لمحي اياها و هي لم تتأخر نصف ثانية بالبدأ بالحكي لي بعينين متحمستين قبل سؤالي حتى.
- دون فيليبي لو ترى ما جرى في المبنى اليوم... ظننا اننا سنشهد جنازة دونيا جينوفيفا بعد تنفس صعداء نجاة مارسيا!
لطالما كرهت عادة الخادمات في التوقف عند جزء مهم في القصة مترقبات ردة فعل المستمع، خصوصا الآن، فأنا شعرت بصدري ينقبض فور سماع اسم جينوفيفا، فتلك الشابة مهما ادعت القوة لاتزال محط انظار واحد من اخطر مجرمي البلاد، و خشيت لثواني طويلة كالعمر ان يكون الوغد قد نفذ انتقامه بالفعل.
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...