الفصل الثالث

269 28 35
                                    

شعاش الشمس المنبعث من النافدة و صوت مارلين تنادي عند الباب ، لفترة وجيزة كان هذا هو معنى كلمة "الصباح" بالنسبة لجينوفيفا.

و صباح اليوم لن يكون مختلفا بالطبع، عدا ان مارلين لم تزعج نفسها بطرق الباب هذه المرة لذا ما ايقض جينوفيفا كان قفز صديقتها المفاجئ على السرير.

- جينو! جديا انت تنامين اكثر من القطط، استيقظي !

- آه ! من يوقض شخصا هكذا ؟ الابواب موجودة لسبب اتعرفين؟

- صباح الخير

- تقولينها الآن ؟ تأخرنا في العمل البارحة انا منهكة ...

ضحكت مارلين بقوة ثم امسكت بكتفي جينوفيفا

- انت كسولة للغاية اتعرفين ؟

- تتكلم الراقصة... انت لا تبدلين نفس المجهود حتى

- كذب! انا اقدم فنا ! و الفن ليس سهلا اتعرفين؟

رمقتها جينوفيفا بنظرة ساخرة بينما تسحب جسدها من السرير:

- طبعا... فن
-و ان كنت تغارين...

قاطعتها جينوفيفا بضربة خفيفة على ضهرها

- لست غيورة ، فقط اشرح وجهة نظري

- ايا يكن ، دعيني اكمل كلامي ، ان كنت تريدين عمل "سهلا" مثلي فأطلبيها من لاورا و تصبحين راقصة انت الأخرى ، أترين ؟ سهل للغاية !

- انت نسيتي مشكلة صغيرة... لا اجيد الرقص

- بل تستطيعين ! جسمك مثالي بالنسبة لأي راقصة، فقط تحتاجين تعلم بعض الرقصات ، انا اتكلف

- الامر لن ينجح

- ستجنين المزيد من المال! و حينها تستطيعين السفر او فعل ما تريدينه، جينو انت فقط ثقي بي ! لاورا اريد اخبارك بشيء!

صرخت بينما تغادر الغرفة مسرعة لتتبعها جينوفيفا التي تعترت بضع مرات قبل اللحاق بها.

بعد ثلات سنوات

اننا في عام 1905، عيون زبائن تلك الحانة لم تكن تركز على كؤوس الخمر التي بين ايديهم ولا على موسيقى صاحب تلك القيتارة الخشبية العتيقة، بل كلهم كانو ينظرون بتمعن و اعين مفتوحة كالاطباق الى تلك الفتاتين على خشبة الرقص ، مارلين بشعرها الاسود الطويل الذي يكاد يغطي وجهها بالكامل عندما تستدير و جينوفيفا بوجهها الملائكي المخالف لنظرتها الثاقبة و ذلك التعبير على ملامحها و هي ترقص مع رفيقاتها، بحركاتها السريعة كالرياح الخالية من الاخطاء ، كأن الرقصة صممت لها ، كأنها هي و الرقصة متصلتين بالروح و الجسد ، للحظات تبدو انها خلقت لذلك، لترقص لآلاف السنين بفستانها الطويل...
مارلين، التي لم تكن اقل من جينوفيفا براعة ، توقفت للحظة، استدارت جينوفيفا لتجد صديقتها متجمدة في مكانها كالتمثال  فوكزتها بيدها بسرعة دون ان يلاحظ احد لتكمل رقصها ، عندما انتهت الرقصة امسكت جينوفيفا صديقتها و اخدتها للطابق العلوي .

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن