الفصل الثامن و العشرون

43 10 0
                                    

بفستانها القرمزي و قبعتها الرمادية توجهت جينوفيفا برأس مرفوع و عينين مصمميتن الى مدخل قصر آلفريدو ، كانت كلمات وداعها لطفلتها و بكاء الرضيعة لايزالا يزنان في رأسها، كصدى ابى مغادرة ذاكرتها المظلمة كالكهف . وضعت حقائبها امام الباب الحديدي ثم توجهت الى مكان آلفريدو الذي كان ينتظرها بذراعيه مكتوفتين امام السيارة، استدارت الفتاة لتشير بعيناها لخادمه كي يحمل حقائبها و وقفت امام من سيصبح بعد بضع ساعات زوجها حتى ايامهما.
- جيد جيد _اومأ دارسا شكلها_ كل شيء كما اتفقنا عليه، ماذا حل بطفلك؟ اين هو؟
- انت جاد ؟ _رفعت حاجبها_ هل فعلا تظنني سأخبرك بمكانه؟
- بداية جيدة... جينوفيفا نحن سنصبح شركاء من الآن فصاعدا، لا يجب علينا اخفاء شيء عن بعضنا البعض
- اول قاعدة ، لا تثقي بأحد

ضحك آلفريدو و من ثم اومأ بفخر

-ارى انك تتعلمين بسرعة ايتها الشابة ، سنتفاهم بشكل كبير ، لازالت امامك بضع قواعد سيعلمها لك الزمن و الحياة و في بعض الحالات انا ، ادخلي السيارة فأمامنا طريق طويل.
قضت جينوفيفا الرحلة كلها ناظرة من نافذة السيارة بصمت ، هي و آلفريدو قد تزوجا بالفعل و الآن هما في طريقهما الى مادريد و بالضبط الى حي اكاسياس ، نظر آلفريدو الى الفتاة الشاردة للحظات قبل البدء في الكلام .
- هاي جينوفيفا
- ماذا؟
- هذا التعبير لن يفيدك في شيء، غيريه قبل وصولنا، لطالما كنت ممثلة جيدة، لن يصعب عليك شيء كهذا
- اي تعبير تريد مني تغييره؟_تستدير_
- انظري الى انعكاسك فقط، تبدين حاقدة كأنك على وشك دخول حرب
- نحن على وشك دخول حرب_اصرت رافعة حاجبها_
- لكن اغبياء حيكم ليس عليهم معرفة ذلك ركزي، عليك ان تكوني سعيدة لانه من المفترض انك تزوجتي للتو، و زوجك السابق سيقل الحديث عنه عندما تكونين مع الجارات، او حاولي تجنب ذكره افضل و الا ستضعفين هذا واضح
- علي ايستعاب تغيير اسمي، تغيير شكلي ..

توقفت للمس ثوب فستانها الواسع و الطويل ذي اللون الداكن، ذلك لم يكن نوع لباسها المفضل ولا مريحا بالنسبة لها ثم اكملت حديثها

-تغيير حياتي و الآن حتى مزاجي قبل نزول السيارة؟
- تماما، لديك بضع ساعات للاستعداد

نضرت اليه بغيض ثم ادارت وجهها للنافذة من جديد

- متى سينتهي هذا في نظرك؟
- بعد بضع اشهر ، هذا بالطبع ان نفدت جزئك من الاتفاق
- بالطبع سأفعل

بعد ساعات طوال كانت جينوفيفا قد وصلت لبيتها اخيرا، فدخلته بخطوات بطيئة مستشعرة بقلب دامي اختراق عقلها من قبل كل ذكرياتها السعيدة مع سامويل هناك،  جلست الفتاة على الاريكة ممسكة اول صورة لسامويل لمحتها عينها و بقيت تعاينها بشرود حتى قاطع خلوتها صوت ما عند المطبخ، فتحركت بسرعة للتأكد من مصدره رفقة آلفريدو الذي كان قد دخل للتو و صدم كلاهما عند عتورهما على عجوز غطت التجاعيد كل جزء من وجهها بينما جعل فستانها الاسود الرديء شكلها كالساحرة التي لطالما سمعا عنها في حكايات طفولتهما... كانت بلا ادنى شك،  اورسولا.

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن