الفصل الخامس و السبعون

37 4 5
                                    

جينوفيفا

حان اليوم الموعود: يوم حصاد الساحرة. تلمست نافذتي الشبه مجمدة لأنتبه للثلوج التي كانت تتساقط بغزارة محولة الأرضية الي بساط قطني ابيض، مهما لدى وصفي للمنظر لطيفا الا أنني اكره الثلوج بشدة لدرجة رغبتي في الغاء كل مواعيدي كلما تساقطت فقط بغرض عدم ملامستها بأي شكل...

ارتديت معطفا صوفيا غطى جسدي حتى الاقدام، حرصت على وضع قبعة ابهمت اغلب ملامحي و غادرت منزلي في الصباح الباكر احمل كعبي في يدي بغرض عدم إيقاظ حارس بنايتنا، لابد من كون اورسولا قد تلقت رسالتي بالفعل _الغير مكتوبة بخط يدي بالطبع_ هذا ما جال بالي بينما استشعر الهواء المجمد الذي كان يحتل صدري بينما امشي في خلاء لا حد له أشبه بصحراء بيضاء لأتوقف فجأة بعد لمحي لطيف اسود مألوف، شعور رؤيتها من جديد بعد كل هذه الشهور كان قويا كفاية ليحرك امعائي بما داخلها...

اقتربت ببطء من اورسولا و ابتسامة عريضة تزين شفتاي فبادلتني هي الابتسامة و كأننا نتوعد بٱفتراس بعضنا بشاعرية

- اتيت لوحدك كما ذكرتِ في الرسالة إذن... لازلت معجبة بولائك للوعود، حتى و انا مستغربة من كون سحلية تربت في مستنقعات هذه البلاد تعرف قيما كهذه

نطقتْ بذلك بينما تحتفظ بٱبتسامتها الجانبية المستفزة، فٱحتفظت انا الأخرى بخاصتي بينما اقترب اكثر فأكثر

- القليل من الاحترام رجاء، لازلت سيدتك. بحثتي في أصولي أو لا لازلت نفس الشخص

- دعينا من الألعاب الفارغة و تحدثي، مالاتفاق الذي ذكرته في الرسالة ؟ كيف ستحصلين على الهدنة يا ترى؟

- مال. سأعطيك نقوذا تبدأين بها حياة جديدة نعيمة في مكان آخر بعيد و ستتركين سكان هذا الحي في سلام

ضحكت الساحرة بقوة محيرة رأسها

- هذا افضل ما توصلتي له خلال أسابيع من التفكير ؟ مال؟ توقفي عن تخييب ظني لمرة واحدة رجاء... ظننتني اخترت سيدة ذكية لكن...

تنهدت مكملة

- يال الاسف

- انتهيت من عرضك؟ حسنا دوري الآن : هذه التي تدعينها بالحثالة وصلت في غضون شهور قليلة لما سعيت عليه انت خلال سنوات حياتك البائسة كلها دون أي تقدم ملحوظ: الاحترام

ثم اخدت دوري في العرض ماشية نحوها في دوائر

- لا يهم كم من الخوف كنت تبتين في قلوب سكان الحي، لم يمنعهم هذا يوما من معاملتك كالكلب كلما صادفوك، الفقرات منهم و الاغنياء... يا الهي، حتى الاطفال! مهما علموهم من احترام العجائز فهم لم يترددوا في نعتك بالساحرة يوما... ما هدف عيشك على كل حال؟

ثم ضحكت بينما اقترب حتى أدركت لكون مايفصلنا لم يزد عن عشر سنتيمترات

- ما جعلني افصلك من جواري هو ادراكي بأنك بتي أقل قيمة من جورب أفقر خادمة في عمارتنا

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن