الفصل الثاني

340 31 107
                                    

الفتاة، دارية بكون شخص ما يتبع خطواتها، توقفت عن المشي و استدارت بسرعة ، دائما ما كانت ذات طبع شجاع لكن الشجاعة ليست دائما الخيار الافضل و هذا ما كانت على وشك تعلمه...

-من انت ؟ لما تلاحقني

- عجبا..._ضحك_ فتاة ذكية ، انظري... لست ألاحقك ، ارسلني والدك

- ارسلك؟

- نعم... كان يريدني ان آخدك ليعطيك شيئا توصلينه الى المنزل ، لا اعرف ما هو

- و من انت؟ لا تقل لي الآن انك تعمل معه فهذه الملابس الانيقة ليست كملابس مزارع ...

- مزارع؟ لا لا _ضحك_ انا سيد تلك الاراضي

- فجأة الأسياد اصبحو يخدمون مزارعيهم ؟

تغيرت نظرة جورج جدريا حتى اضحت حادة كالنصل ، عيناه السوداوتين كانا اكثر شرا من ظلام الليل و اكثر برودا من الثلوج تحت اقدامه و هو يقترب من الفتاة ...

- اسمعيني جيدا فقد تعبت من الألاعيب، ستأتين معي دون صراخ او مقاومة و لن لا يتأذى اي احد هنا

حاولت جينوفيفا الهروب لكن في اقل من لحظة كان جورج قد امسكها و كتم صرخاتها ساحبا اياها نحو الظلام...

بعد ساعات استيقظت الفتاة في كوخ خشبي ، بعينيها منتفختين ، قواها خائرة و بجسد يرتجف من الكابوس الذي عاشته للتو...

امامها كان يجلس جورج ، يدخن ببرود كأن لا شيء حدث للتو...

- تأخرتي في الاستيقاظ، خلتك ميتة

- ياليتني مت فحسب... انت وغد لعين!

عيناها امتلئتا بالكره لاول مرة في حياتها

- اخرجي لن امنعك

استدار ناحيتها ثم اكمل

- لكن... ان جاء والدك يطالب بأي شئ اقسم لك ان اقتلكم انتم الاربعة

- لن تجرؤ على فعل شيء، انت فقط جبان لعين ...

- لن استطيع ؟ حسنا جربي و ستعرفين ، لست الاولى ولا الاخيرة

- و ماذا سأفعل في رأيك؟ انا خارج البيت منذ ساعات لابد من انهم يبحثون عني ، و ان عدت سيكتشفون الامر...

بدأت بالبكاء بفزع من جديد فٱستمر في تجاهلها.

- لقد اخبرتك سابقا، هذه ليست مشكلتي، لكن ان أردت يمكنك البقاء معي هنا...

نهض من مكانه و اقترب ناحيتها من جديد، ثم انحنى نحوها ماسكا ذقنها

- لطالما كان والدك غيرة القرية بفضل زواجه من ايرمينيا، ابقي معي هنا، تحت حمايتي، و فور نضوجك سأجعل منك رسميا زوج...

ضربت الفتاة يده مشيحة اياها عن وجهها و خرجت من الكوخ ناظرة بيأس الى النهر امامها قبل ان تتوجه اليه بخطوات يائسة...

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن