بدأت جينوفيفا تتلوا بين يدي سجانها بينما تنزلق دموع صامتة من عينيها المفتوحتين على حدهما بهلع، لربما لخطر ببال اي احد مكانها التوسل كأمل نجاة اخير... لكن لا، هي كانت تعرف كريستوبال، تعرفه للغاية، القدر الكافي لإدراكها بأن لا شيء في هذا الكون يلين قلب هذا الوحش ولا حتى توسل لملايين السنين...
- خلت نفسك ستنجين؟ بعد خداعي!
رفع المسدس ناحيتها
-حذرتك جينوفيفا... ستكونين ملكي او ملك لا احد !
اغمضت الفتاة عيناها متقبلة نهايتها المحتومة، و اطلق كريستوبال النار صوبها ليقفز مدافعا عنها سامويل الذي استطاع الافلات من من كان يمسك به... فتلقى الشاب الطلقة و ارتطم جسده بالارض نازفا، صرخت جينوفيفا و جرت نحوه فجتت على ركبتيها ملتقطة جسده الساكن و تعالت صرخاتها بينما تحضن زوجها ملطخة ملابسها و يديها بالدماء...
- سامويل ارجوك
حاولت ايقاف النزيف عند صدره ضاغطة على الجرح بينما تستمر في الصراخ بأمل استيجاب احد لها- النجدة! سامويل لا تمت ارجوك ابق معي ! النجدة !
ضحك كريستوبال باستهزاء بينما يتقدم نحوها بخطواته المتعجرفة المعتادة.
- وداع مؤثر للغاية الا تظنان؟
ضحك ناظرا الى مساعديه
-من المؤسف ان ينتهي بهاته السرعة
سحب جينوفيفا بحركة عنيفة كادت تكسر ذراعها لتعض هي يده بغل و تعود لمكانها
- سامويل تماسك...
- هاته الليلة _سحبها من جديد_ ستصبحين ملكي من جديد هياوضع المسدس على رأسها لتتحرك
- افضل الموت على ذلك... اطلق الرصاصة اللعينة هيا !
نظرت له بأعين حادة لم تعرف الجبن يوما لتكمل
- اردفني قتيلة قربه
التفت كريستوبال عند سماعه صوت صفارة الحراس ليرى شرطيين قادمين نحوه ببنذقيتهما بعد سماعهما لصوت اطلاق النار فأفلت الرجل جينوفيفا و فر هاربا و بين صراخ جينوفيفا و صوت الحراس لفت الامر انتباه المارة ليجتمع كل جيران الحي حولها.
- الن تساعدونا الآن حتى؟!
صرخت بوجههم باكية.
بعد ثواني من الهلع الذي ظهر على وجوه المحيطين بهما يحمل كلا من آنتونيو و ليبيرتو جسد سامويل باحثين عن سيارة لأخده للمشفى، تنهض جينوفيفا من الارض ملاحقة اياهم ، بقميصها الابيض ملطخ بالدماء و بقدميها مرتجفتين ثم رمقت بنظرة خائبة الحارسين اللذان عادا بخيبة بعد عدم امسكاهما بكريستوبال ولا اي من رجاله...
بين اصوات عربات المشفى و خطوات الممرضات في كل النواحي كانت تسمع صلوات جينوفيفا الجالسة امام باب غرفة سامويل ، مرت بضع ساعات على دخول الدكاترة و لم يخرج اي منهم بعد، بعد يأسها من الانتظار حاولت النظر عبر نافدة الغرفة الزجاجية لكنها لم تلمح غير خيالات الاطباء بلباسهم الابيض كملائكة الموت، اطلقت تنهيدة طويلة بينما ينزلق ضهرها على الحائط الاملس ورائها حتى لفت انتباهها صوت صغير مألوف.
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...