الفصل الواحد و الثلاثون

46 9 3
                                    

مشت جينوفيفا ناحية باب مبنى شقتها ممسكة جبينها ، كانت تشعر بصداع شديد و حرارة في كل جسدها، كان يوما شاقا و مليئا بمشاعر لم تكن اي منها حسنة... لمحت فيليبي و ليبيرتو يتحدثان في المدخل فتنفست بعمق و حاولت التصرف بطبيعية امامهما ، حيتهما بابتسامة لطيفة و تقدمت دون النظر الى الوراء، بقي فيليبي يراقبها لها حتى اختفت عن نظره ثم اكمل حديثه مع ليبيرتو.

-كما اخبرتك، المحقق مينديز ليس لديه اي شك
- انا لا اعرف... دون فيليبي هذه الفتاة لا تبدو متوترة او اي شيء من هذا القبيل، لقد كانت تستمتع في حفل زوجتي قبل قليل فقط، امتأكد انها في خطر؟
- هذا لأنها ذكية، و تعرف ان اظهار ضعف في هذه الضروف قد يؤذي الى مصرعها
- لا اظنني افهمك جيدا...
- الامر بسيط، عليها التصرف بتباث لتتقدم دون جذب الانتباه، مثلا زواجها، لن يرغب احد بالزواج من فتاة لاتزال مصدومة و مهلوعة بما يحدث حولها، و هي تعرف جيدا انا لا احد سيحاول ايذاء او الاقتراب من زوجة صاحب مصرف شهير، كما ان التبليغ عن كريستوبال قد يفسد جهد كل هذه الفترة، لان الخبر سيربط اسمها بإسمه للابد، كما اخبرتك هي ذكية للغاية و ليست بسذاجة باقي السيدات.
- لكن في نظرك لازالت في خطر
- قد تكون ذكية لكن كونها فتاة و شابة لهذه الدرجة ينقصان من امانها، قد يخرج كل شيئ عن السيطرة في اي لحظة و قلة معلوماتنا عن كريستوبال تجعل من الصعب توقع ماقد يحدث او ماهو قادر على فعله بالضبط
عند دخولها المنزل كان آلفريدو جالسا هناك بالفعل ، رفع عيناه عن الكتاب الذي كان يقرأه للنظر اليها، بدت متعرقة قليلا ، منهكة و وجهها كان ورديا كأنه سينفجر.
- ما بك؟
- الحفلة ارهقتني
- لو عدتي هكذا من كل حفل ذهبتي اليه سيكون علي ارسال طبيب معك لكل مناسبة

استنشق الهواء من حوله ثم ذهب للمكتب للحظة و شم رائحة احد الضروف التي كانت هناك ليعود الى حيث جينوفيفا بهدوء

-الم يحدث اي شيء آخر؟
- لا
- لا تريدين اعلامي بشيء او اخباري بشيء علي معرفته؟
- لا، كم مرة علي تكريرها تبا!

نهضت من مكانها متوجهة الى غرفتها قبل ان يوقفها آلفريدو ساحبا اياها من ذراعها

- كنت مع مارلين

صمتت للحظة ثم استسلمت كونها محاصرة

- اجل
- رائحة عطرها المقرف التصقت بملابسك، كما كانت تلتصق بالصور التي ترسلها لي ايضا... تظنين نفسك ذكية بالكذب علي؟ مازال امامك الكثير لتعلمه يا جينوفيفا، هاي انظري الي_رفع رأسها بيده_ لا تصدقي مسرحية الزواج هذه و تذكري علاقتنا الحقيقية، انا "مالكك" و حياتك ملك لي، لا تنسي هذا ابدا ، ولا تحاولي الكذب علي لأن الثمن سيكون غاليا
- لم يقم اي منا بجزءه من الاتفاق بعد، و انا لم اكسر وعدي...

قاطعت كلامها صفعة قوية لم تتوقع قدومها مع نبرة آلفريدو الهادئة، فرفعت عينيها ناظرة اليها بتحدي ليتجاهلها هو مكملا حديثه

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن