الفصل الثالث و العشرون

58 11 3
                                    

في اليوم التالي رافقت جينوفيفا جثمان زوجها وحيدة بعد منع الجميع من مرافقتها، عند دخولها البيت بحثت بشوق عن صورة سامويل، و بينما كانت تحضنها بدأت في الكلام معه من جديد منتظرة منه سماعها اينما كان.

- لقد دُفنت للتو يا عزيزي _مررت اصابعها على وجهه في الصورة_ رافقتك وحدي دون اولئك الطفيليات ... الامر بدأ للتو سامويل و لن ينتهي بسرعة صدقني

بعدها قبلت الشابة الصورة و اعادتها لمكانها لتتوجه بعد ذلك للمكتب، جواب آلفريدو كان قد وصل و لم تكن قد قرأته بعد فجلست على كرسي المكتب الجلدي بينما بدأت اصابعها بالرجف و هي تفتح الضرف ، تنفست بعمق ثم بدأت بالقراءة بصوت عال.

" مر وقت طويل جينوفيفا، سمعت ما حدث لك مع كريستوبال، انه هارب من الشرطة حاليا و لا يتحدث سكان بيلباو عن شيء آخر في كل الانحاء، يمكننا الاستفادة بشكل كبير من بعضنا البعض ايتها الشابة صدقيني، لكن فقط ان كنت مستعدة لاكمال وعدك في الرسالة و فعل كل ماطلب منك، لا اريد تضييع وقتي مع مبتدئة، لا تقلقي انه طلب واحد فقط بالمناسبة و لن يكون صعبا على فتاة ذكية مثلك، تعالي الى بيلباو و سنتحدث عن تفاصيل اكثر هناك، انتظرك الاسبوع القادم
دون آلفريدو برايس"

وضعت جينوفيفا الرسالة فوق المكتب تنظرت حولها بحيرة ثم توجهت الى غرفة النوم و بدأت بلم بضع فساتين و ضروريات اخرى في حقيبتها ، تلتفت لترى السرير فجلست عليه بهدوء متخيلة شكل سامويل نائما فوقه كما اعتادت رؤيته كل صباح.. تنهدت ثم حملت وسادته التي كانت لاتزال تحتفظ برائحته ككنز اخير ، قامت بحضنها لدقائق مستنشقة عبقها ثم نهضت حاملة حقيبتها متجهة الى المخرج، و نظرت للحظات لانحاء البيت مسترجعة كل لحظة لها فيه مع سامويل تم تنهدت قائلة " استعد يا سامويل فملاكك سيعود قريبا، لكن صحبة دموع البقية" لتخرج رافعة رأسها بأفكارها واضحة و مسارها مرسوم عاقدة العزم الى بيلباو من جديد لكن ليس كجينوفيفا سالميرون، بل كجينوفيفا ارملة آلداي* .

ركوب قطار من جديد اغرقها في بحور النوستالجيا طوال الرحلة ، آخر رحلة لها كانت رفقة سامويل ، كانت واضعة رأسها على كتفه بينما كانا يتخيلان عائلتهما المستقبلية و حياتهما في بيتهما الجديد، ضحكاتهما كانت تغطي كل انحاء العربة و نظرات الغيرة كانت محيطة بهما من كل جهة ، الآن كانت هناك فقط فتاة وحيدة في القطار، و النظرات باتت نظرات شفقة لرؤية حامل بلباس اسود ، بالنسبة لها و للجميع ، ارملة في عمرها قد يعتبر اكبر اللعنات و اكثر المآسي حزنا.

عند هبوطها من القطار توقفت للحظات تحاول تذكر مكان منزل عمتها، بعد عتورها عليه اخيرا وقفت لعدة دقائق تتأمل ذاك البيت الفخم من بعيد، كم من يوم قضته في طفولتها تلعب في حدائقه و كم كانت تتمنى الحصول على مثله عند كبرها، امنية كانت دائما ما تدعمها ايريكا، عمة جينوفيفا التي كانت تعاملها كإبنة لها، لم ترزق العمة الا بطفل واحد و من كثرة حبها لجينوفيفا طلبت من اخيها احضارها للعيش معها مرات لا متناهية، لكن ايرمينيا كانت ترفض بحجة عدم استطاعتها على الابتعاد عن احد اطفالها ، من كان ليقول انها بعد سنوات ستكون هي من ستتخلى عنهم...

لمحت جينوفيفا ايريكا تساعد خادماتها على لم الغسيل في الحديقة لتتقدم اخيرا ناحيتها ، تخطت الباب الحديدي الذي كان مفتوحا بالفعل و دخلت بتردد لتقف امام المرأة بخجل...

*يعتبر اسم جينوفيفا الآن "ارملة آلداي" لأن النساء في ذاك الزمن كن يستطعن حمل اسماء ازواجهن حتى بعد موتهم، لذا فاللقب تحول من "جينوفيفا آلداي" الى "جينوفيفا ارملة آلداي"

______________________

هووووب انا رجعت اسأل ثاني، متخيلين آلفريدو ازاي؟ حليف ولا عدو جديد لجينوفيفا؟ طيب محتاجاه فإيه طيب و واثقة من خطتها كذا ازاي؟ هقرأ نظرياتكم :)))

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن