الفصل الخمسون

27 6 0
                                    

في اليوم الأخير قبل رحيل آلبا...

- آلبا اريدك ان تحدثيني عن اورسولا
- سامويل لم يفعل؟
- لم يخبرني بكل شيء عنها فبالطبع لم يكن يعرف انني سأضطر للتعامل معها مستقبلا
- لم تكوني مضطرة جينو هذا شيء تعرفه كلانا
- ايا يكن ستفعلين او لا؟

تنفست بعمق ثم وضعت ساقا فوق الآخر

-الى اي حد تعرفين قصتها بالضبط؟
- كونها تركت ابنتيها في روسيا و جاءت لهنا لتبدأ في العمل بعد هذا كمربية لٱبنة عائلة غنية، اي كاييتانا و كونها ربت تلك الطفلة بطريقة مريضة و مختلة لدرجة جعل هذه الأخيرة تنضج لتصبح مريضة نفسية تستمتع بمعاناة الآخرين لا غير حتى خرجت عن سيطرة اورسولا و اضطرت هذه الاخيرة لقتلها... و موضوع عائلة سامويل ايضا اعرفه
- ينقصك اهم الاجزاء... تعرفين شيئا عن اولغا؟
- انها ابنة اورسولا، اخت بلانكا التوأم
- انها ميتة
- اعرف ذلك
- كيف ماتت؟
- كيف لي ان اعرف
- لنبدأ القصة من البداية اذن، اورسولا قتلت اولغا

انتبهت للدهشة في عيني جينوفيفا لتطلق ضحكة ساخرة

- نعم و لا تنظري الي بهذه التعابير فالأمر ليس مفاجئا لهذه الدرجة، ايا يكن، لم يكتشف احد غير سامويل هذا و لم تكن لديه ادلة على الموضوع لهذا ترينها طليقة رغم كونها قتلت نصف المدينة. منذ وقتها_صمتت للحظة_ حسنا لاحظ الكثير هذا لذا حتى ان كان غريبا فعلينا تصديقه... يقال ان اورسولا منذ موت ابنتها تلك حدث خلل في دماغها

قاطعتها

- انها عاقلة اكثر من كلانا
- ليس شيئا قد تلاحظينه بسرعة جينو، عليها ان تتعلق بك اكثر ليظهر هذا الجانب منها
- تتعلق بي؟
- منذ موت ابنتها، بدأت اورسولا تتصرف بهوس نوعا ما مع من تعمل معهم او لديهم، ببساطة ستربط مصيرك بمصيرها للأبد، كأم تقريبا، و هذا يحولها لكابوس .
- حسنا اقدر انك حكيتي هذا لكنني لا اصدق هذه الفرضية، الجيران يتكلمون عن كل شيء و نصف ما يقولونه نسخ كاذبة نتجت عن سوء تفاهم ما
-لا تجعليني احكي شيئا يصيبني بالقشعريرة و من تم تقومين بتكذيبه، على كل حال احذري فحسب
- حتى ان كان صحيحا فلا اظنها قد تتعلق بي انا، انا اعاملها بإهانة لذا من الصعب ان تحبني ولو ذرة.
- ان حصل ذلك فري بجلدك او تصرفي، لن تتقبل ابتعادك عنها او انتهاء اتفاقكما
- لازلت احتاجها لذا فتلك اللخظة لازال بعيدة
- ان كان تعبير "تلعبين بالنار" يعني خطرا محدقا فٱسمحي لي يا جينو بأن اخبرك بأنك تلعبين ببركان
- اظنني احترقت بالفعل
- مالذي تحتاجينها لأجله؟
- انها تصلح لكل شيء حرفياً ، من التجسس على اعدائي الى حمايتي، وفاؤها لا ضمان له هذا صحيح، لكن يمكنك الوثوق بها في بعض المهمات التي لن يقوم بها اي شخص آخر
- مثلا؟
- لا شيء يذكر الآن
- عليك التحرك، فور ذهابي ستبدأين في التصرف في ثروة آلفريدو حتى ان كنت بهذا الضعف الآن
- لقد اتصلت بالمدرسة التي تودين العمل بها، قالو انهم مستعدون لقبولك في اي لحظة و انه "لشرف لهم" امتلاك قريبة لزوجة آلفريدو برايس في مدرستهم
- لم يكن عليك...

قاطعتها

- لم يستغرق الامر خمس دقائق حتى صدقيني، كما انها هدية مناسبة مقابل قدومك هنا لمساندتي، ليس لدي شخص اخر اكلمه

تنفست آلبا بعمق

- جينو عكسي انا انت لديك عمتك، ابنها،ابنتك... و اخوتك و والدك ايضا ان قررت مصارحتهم . انت تبتعدين عن الجميع متظاهرة بكونك اقوى من ان تلجئي لهم لكنك مازلت هشة للغاية في الداخل و انا لن اكون هنا دائما لإصلاح هذا تذكري
- ربما احتاج لأم

نطقت ساخرة لتقاطعها آلبا بنفس الجدية

- لا تحاولي الابتسام... هذا الموضوع هو من اسوء ما سمعته اذناي، لازلت اتذكر كيف كانت امي تحاول حملي و الاعتناء بي رغم كونها تحتضر، والدتك انت لا تستحق لقب ام ولا بشرية حتى...

قاطعتها جينوفيفا بٱنزعاج

- لم نحن نتكلم عن ايرمينيا؟
- لأنك فعلا تحتاجين اما
- آلبا ابنتي "انا" تعيش مع عمتي كذلك، لا استحق الكلام عن الامهات السيئات حتى
- انت تحمينها على الاقل، اما والدتك فقد تركتكم للمجهول
- لا احتاج لأحد، انا بخير رغم كل هذا

اغمضت عينيها للحظة، مسترجعة عشرات اللحظات في بيت والدها، عندما كانت تردد هذه الجملة كلما تكلمت معه عن امها مخفية ألم كونها محتجزة في البيت عكس بقية الاطفال في عمرها و عبء الاعتناء بمسؤوليات بيت كامل، حينها كانت الحياة بسيطة رغم كل هذا، فالمستقبل كان لا يزال مشرقا في عينيها و ابتسامتها كانت صريحة رغم ما كانت تخفيه...

- انا ذاهبة غدا، و تعرفين انني اريد ان افتح الجريدة في نفس الشهر لأجد "ذلك الخبر" بالذات، انا فخورة بقرارك و مندهشة اكثر من ذكائك، لذا لا تفوتي فرصة جعل الجميع يشعر بالمثل
- الامر لن يكون سهلا، لكن سينجح
- ستكتبين التاريخ من جديد انا واثقة من ذلك، تلك القوارب ستحيي الامل في قلوب الآلاف
- ان تحقق كل ما اسعى اليه، فستحقق القليل من الطمئنينة في هذا العالم اخيرا
- هذا ما سيحدث صدقيني

_________________

عارفة الفصل قصير حبتين :((

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن