الفصل السابع و الخمسون

34 7 4
                                    

وقفت كلا من اورسولا و جينوفيفا امام بيت فخم يقبع خلف كيلوميترات و كيلوميترات من اشجار غابة منسية، البيت الذي كان شبيها بالقصر رغم موقعه الموحش كان محيطا بالخدم بكل جانب من حديقته، اغلبهم ذو سمات ليست اسبانية و يعملون ذون الاكثرات لمن حولهم، لذا فلم ينتبه لحضور الفتاة و خادمتها الا احد الحرس الذي فتح البوابة دون اسئلة فور التعرف على اورسولا.

البيت كان يبدو اوسع من الداخل، فتيات و فتيان من اعراق مختلفة كانو يجولون انحائه و كل واحد منهم يرتدي ملابس عمل مغايرة كأنها تدل على مقامهم في ذلك البيت، و بين كل هذا الزحام، دخل رجل في الستينيات من عمره ذو رأس اصلع و قامة طويلة ادركت جينوفيفا انه المدعو سيزار فور لمحه.

- كنت في انتظاركما

ابتسم جالسا على كنبة جلدية كانت امامه بينما احنت اورسولا رأسها كإشارة تحية

- سيزار، هذه سيدتي دونيا جينوفيفا جائت ل...

قاطعتها الفتاة رافعة يدها

- اجيد الحديث بمفردي اورسولا

تكلمت دون تحريك نظرتها عن سيزار ثم اردفت مكملة الحديث

- انا آتية للحديث عن الفتاة السمراء التي اخدتها للتو
- كلي اذان صاغية
- اعدها لموطنها او ايا كانت الغابة التي اخرجتها منها
- لابد من انك تمازحينني…

قاطعته في الحين بصوت حازم و شبه مرتفع

- عشرة آلاف بيسيتا، لن اضيف قرشا
- آها_ابتسم_ نحن نتكلم عن كمية مغرية اذن؟
- بالطبع نفعل، لن آتي الى هنا لأعرض على شخص مثلك شيئا بالمجان، لست بتلك السذاجة
- و ما ادراني انا_ضحك_ الآنسات الغنيات كل مرة تصبحن اكثر سذاجة من التي قبلها، بعضكن تذهلنني
- لا شيء بالمجان، و انا اعرض عليك ثمنا لن تراه مجددا لسنوات غالبا
- اعطني وقتا للتفكير، هي من المفضلات لدي
- انا لا اعطي وقتا، لن اخرج من هنا الا عند انهائي لهذا
- ماذا ان لم اقبل؟
- صدقني انت لا تريد اغضابي

قالت مبتسمة بثقة ليضحك هو بٱبهار

- تهددينني؟ انت مثيرة للاهتمام لن انكر… حسنا اذن، لإرضاء الزبونة الجديد سأقبل. لكن على كل حال ستضطرين للإنتظار فالمركب الذي سأرسله لدولتها سيخرج في ظرف اسبوعين او ثلاث.

- الدفع سيكون فور انطلاقها اذن
- لما قد تشترين حرية تلك البائسة بمبلغ كبير كهذا؟
- هذا ليس من شأنك
- تمانعين الحديث قليلا سيدتي؟ انا احب اجراء محادثات صغيرة مع زبنائي
- نعم افعل، لا احب اطالة الحديث مع امثالك و هذا المكان يخنقني، حتى ان النوافذ شبه منعدمة ما هذا؟ سجن؟
- لكل تفصيل في هذا البيت سببه ايتها الشابة

ابتسم ناضرا لأنحاء البيت ثم اعاد نظره ناحيتها من جديد

- صدقيني المعلومات التي لدي قد تفيدك للغاية، لنخرج للحديقة

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن