الفصل الثامن و الثلاثون

37 8 1
                                    

- و اذن؟
ابتسمت جينوفيفا واضعة ساقا فوق الاخرى، كانت قد وصلت للبيت للتو و آلفريدو كان واقفا امامها بتعبير يكسوه النصر
- اولئك الحمقى صدقوا اكذوبة كون كل هذا مشكلة مع بعض الخصوم، و الآن يحاولون الحصول على رخصة لإقامة مظاهرة ، مدهش
- يمكنهم فعلها؟_ضحكت_
- بالطبع يمكنهم، سأستمتع بكل لحظة ناظرا اليهم من هنا يطالبون بحل مشكلة لا وجود لها
- انا سأراقب الامر عن كتب
- تريدين التظاهر بأنك في صفهم اذن... ذكي للغاية، انهم يقيمون اعتصاما امام مركز البلدية، اذهبي الى هناك ان اردت
- قد اصل متأخرة للبيت او ابيت هناك تذكر هذا، بالمناسبة اين اورسولا؟
- انا ايضا لدي موعد مع... انت تعرفين_غمز_ احد اعزائي، و اورسولا عندك هناك في المطبخ

بعد خروج آلفريدو ذهبت جينوفيفا للمطبخ آمرة اورسولا بإخراج كل ما في البيت من بطانيات و طعام، و حملت كل هذا متجهة لحيث الجيران وسط سخط اورسولا التي لم تكن لتدعها تحمل شيئا بسبب مركزها.

عند وصولهما للحديقة تقدم ليبيرتو بذهول ناحية جينوفيفا عند لمحه لها تقترب حاملة برج بطانيات كاد يغطيها بالكامل ، ثم مد يده محاولا مساعدتها فرفضت ثم ابتسمت بشفقة ناظرة اليه.

- آسفة، كنت لأحظر هذا من قبل لكنني وصلت للمدينة للتو
- لا لابأس هذا كرم منك... اعطني هذا فهو يبدو ثقيلا
-لا ليس تقيلا ابدا، دون ليبيرتو لست من الآنسات الرقيقات اللذين ينكسرن عند القيام بأي مجهود
شرعت الفتاة في توزيع البطانيات على الخيم ثم صرخت بأعلى صوتها "اورسولا احظرت المزيد، بعد قليل ستحظر طعاما ايضا" ثم استدارت ناحية ليببرتو بعينين ديقتين

-زوجتك تبدو مكتئبة ليبيرتو، سمعت كلمة الطعام و لم تستدر حتى، هذه معجزة
- انا لا افهمها جديا... تبدو متفهمة للوضع تارة و اخرى تذهب للتسوق و اهدار المال كأن شيئا لم يحدث
_تنهد_ و تلومني على ماحدث... بينما في الواقع هي من كانت تصر ليل نهار على دخول البنك!

رفع صوته بغضب لا شعوريا فتراجع مستعيدا هدوءه

- آسف دونيا جينوفيفا انا...
- لا بأس_وضعت يدها على كتفه مبتسمة_ افهمك، و افهمها هي ايضا انها تواجه خطر فقدان ثروتها و ... بعد كل شيء مهما اتنيت انت ايجابيتي او قارنتها بي فهي على عكسي عاشت كل حياتها غنية ، لن تتحمل سياسة التقشف الآن...
انتبهت لنظرة ليبيرتو المستغربة و حاجبيه المعقودين لتضحك هازة كتفيها

-ما بك؟ لا تنظر الي هكذا هذا غريب
- انا فقط... فقط لا افهم كيف لفتاة برقيك ان لا تكون من طبقتنا، أقصد انك..._لمس شعره_ تبدين فعلا كاللذين يربون في باريس منذ نعومة اضافرهم ثم يأتون الى هنا، مستعدين لقلب الاوضاع رأسا على عقب بثقافتهم الفرنسية المنفتحة...

قاطعته جينوفيفا ضاحكة

- آسفة على تخييب ظنك لكنني نشأت في عائلة فقيرة، شاءت الاقدار ان نذهب لباريس هذ صحيح، لكن قبل ذلك كنا نحظى بحياة بسيطة للغاية، حياة المزارعين انت تعرف... لكن هذا ليس شيئا سيئا لأحاول اخفاءه، بالعكس انا فخورة بالضروف التي التي جعلتني اقوى_هزت كتفيها_ فبفضلها أصبحت اؤمن الآن بأن القادم افضل، حتى مع وضع كهذا

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن