هبط الليل بعد ساعات و ساعات من الحديث بين التائهين ، على الاقل الكلام بينهما الآن كان مبهجا اكثر فقد بدأ سامويل بسرد طرائفه و قصص والده ليشاهد ابتسامة الفتاة طول الطريق ناسيا هكذا مآسيه للحظات، و وصل القطار اخيرا لوجهته، باريس.
الظلام كان دامسا ، بدأ كل المسافرين بالنزول الا هذان الاثنين، بقيا جالسان كالتماثيل في مقعديهما ينظران لبعضيهما البعض بحيرة ، لمس سامويل شعره البني ثم نظر الى جينوفيفا بينما ينهض من مقعده:
- و الآن ماذا ؟
هزت جينوفيفا كتفيها كإشارة حيرة ثم نظرت الى النافذة متوجهة الى الباب-لننزل اولا ان لم نكن نرد ان نطرد كالمتشردين المختبئين في العربة الخلفية
توجه سامويل الى الباب قبل جينوفيفا ، مطر باريس الغزير كان قد حول الارضية الى برك مياه و طين، و الشاب بنية اغراء الفتاة بمهاراته ك "فارس" وقف عند عتبة سلالم القطار و هو ينظر خلفه، لجينوفيفا و مد اليها يده مبتسما لكي يساعدها في النزول ، لكن حظ الفتى السيء و رطوبة السلالم كان لهما رأي آخر ، فإنزلق سامويل و سقط في احد البرك لكي يغطى منظره الانيق و ملامحه الجذابة بالطين!
نزلت جينوفيفا بسرعة قلقة من ان يكون قد تأذى ، لتبدأ بالضحك عند رؤية مظهره و يفعل هو نفس الشئ عند رؤية حالته المثيرة للسخرية او اصح قولا للشفقة ... ساعدته جينوفيفا على النهوض بينما تهمس في اذنه "الاغراء ليس واحدا من مواهبك " ، و في منتصف الليل كانت ضحكاتهم تكسر صمت النجوم و تقاطع غناء القمر...باريس مدينة الحب !
صمت الليل و غناء النجوم ، ضوء القمر و صوت اليراعات كانو رفاق سامويل و جينوفيفا الوحيدين في تلك الليلة "الغريبة". جينوفيفا لازالت لا تستطيع كبح ضحكتها كلما نظرت الى وجه سامويل حتى و هي تحاول تنظيفه بمنديلها ، هذا الاخير كان لايزال محرجا قليلا من فشله، و هي تنهدت ضاحكة ثم نظرت الى عينيه مباشرة:
- دون سامويل
انزلت المنديل و وضعته جانبا
- ماذا ؟
- و ماذا الآن؟ نحن ضائعان بالكامل ان لم تكن قد ادركت ذلك بعد
- لا انا لست ضائعا انت الضائعةنظر الى عينيها مبتسما بتحدي
- هل اثرت ضربة قبل قليل على رأسك ؟ انت لا تتحدث الفرنسية حتى...
قاطعها الشاب بتحدي من جديد
- حسنا الآن اتكلمها ، كما قلت لست ضائعا بالمرة لذا...
- اذا لم اكن مخطأة ... بعض الاشياء في ذاك الدماغ لم تعد في مكانها _همست مبتسمة_ او ربما تلك البركة علمتك لغتها عندما عانقتما بعضكما ؟
- شاهدي و تعلمي _اقترب من وجهها_ بونجور مادام
- عجبا عجبا يجب علي الانحناء لهاته المهارة ؟ شاهد و تعلم _نظرت اليه بتحدي و عينين براقتين_ Je suis genoveva salmeron j'ai venu içi pour travaller ça c'est mon ami, samuel alday
- لم افهم ولا كلمة من ما قلته لكن سمعت اسمي في الجملة... لا يهم، ايجادك لجملة واحدة لن يفيدنا في اي شيء على كل حال
- انا اتكلم بطلاقة تقريبا لذا لا تقلق ، هذا مثال فقط، جئت الى هنا عدة مرات في السنوات الماضية و لدي صديقات فرنسيات لذا فلا قلق من هذه الناحية _نهضت من مكانها_ نذهب معا؟ انقذتني منذ لحظة لذا اريد رد الجميل لك على الاقل، نذهب من هنا؟
- سيظنونني متشردا بمظهري هذا
أنت تقرأ
جينوفيفا
Fiksi Sejarahكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...