- على حسب كلام الطبيب هذا بسبب الضغط التي تعرضتي له مؤخرا _تقول ايريكا بينما تجفف العرق على جبين و وجه جينوفيفا التي كانت مستلقية في الفراش، الطبيب كان خرج للتو و آلامها لم تتوقف الى بعد شرب المسكن الذي اعطاه اياه_
- كنت اظنني سأفقد الجنين_تتكلم بضعف_ لم اشعر بشيء كهذا من قبل طوال مدة حملي
- لا تقلقي فقط تحتاجين بعض الراحة اليوم و ضغط اقل طوال مدة الحمل، هذا لن يكون شيئا صعبا مادمت هنا
صمتت جينوفيفا للحظات قبل ان تبدأ بالحديث من جديد- اين يعيش ايفان الآن بالمناسبة؟
- هنا، اين سيذهب ابني ان لم يكن قادرا على تركي وحيدة في منزل كهذا؟نطقت ضاحكة، مهما مرت السنين ضحكتها كانت ستبقى لطيفة كشعاع الشمس
- لم اره منذ وصولي
- سيعود غدا ، ذهب لمراجعة بعض المناجم التي سنبدأ حفرها في المدينة المجاورة
في اليوم التالي استيقظت جينوفيفا بفضل شعاش الشمس الذي غطى كل الغرفة منذ الشروق، حاولت الفتاة اخفاء رأسها تحت الملائة لتجاهل الضوء لكن منظر الكريستال المشع عند النافدة لفت نظرها لتقضي بضع دقائق متأملة اياه. كان يُسمع صدى صوت الخادمات منبعت من الطابق السفلي طوال الوقت بعدما منعتهم ايريكا من ازعاج جينوفيفا، سرحت الشابة شعرها بينما كانت تنظر من النافدة لعمتها الجالسة في الحديقة بسلام، تلك الامرأة لم تكن لتتغير مهما مرت العقود، لطالما كان هذا مكانها المفضل في ايام الفرح و الشدة "اعتنيت بكل زهرة و شجرة هنا، الحديقة ككائن اشاهده يكبر ليريني مرور الزمن" كانت تقول كلما اوتيت لها الفرصة... تركت جينوفيفا شعرها متدليا ثم ارتدت قميصا و تنورة سوداء و توجهت الى مكان عمتها.
- صباح الخير
- صباح الخير جميلتيابتسمت، و ابتسامتها تحت شعاش الشمس كانت بمتابة لوحة فنية، او ربما اكثر مثالية
-تشعرين بحال افضل اليوم؟
- نعم، شكرا_تبتسم_ اضنني سأخرج اليوم، احتاج لاستنشاق بعض الهواء النقي
- اذن سأرسل احد الخادمات معك، لا يمكنك الذهاب لوحدك
- عمتي بالله عليك، انا وحدي منذ تسع سنوات لن اضيع ان خرجت الآن
- لا انوي تركك تخرجين وحدك و انت في هاته الحالة
- ارجوك انا انوي فقط اعطاء دماغي استراحة قصيرة بينما ازور شوارع هاته المدينة، ان رافقني احد ما فلن ينجح الامر
قالت ذلك بينما يتسع بؤبؤ عيناها البراقتين ، طريقتها في اقناع عمتها لم تتغير منذ طفولتها، و دائما ما كانت تنجح
- حسنا لكن ارجوك لا تتأخري ، لن اتحمل اختفائك من جديدودعتها جينوفيفا و انطلقت للخارج بينما صرخت العمة مشاهدة اياها تبتعد
-و ان شعرت بشيء عودي في الحال!
وجهة جينوفيفا كانت واضحة، على الاقل بالنسبة لها هي، كانت ذاهبة لقصر آلفريدو برايس كما وعدا بعضهما البعض. مشيتها السريعة المعتادة كانت قد فقدت قوتها، فقدماها الآن كانا مرتجفتين و رأسها منحني غارق في عشرات الافكار و الذكريات، لم تكن تعرف ما سيكون اتفاقها بالضبط مع برايس لكن كانت على وشك القيام بخطوة قد تغير حياتها للابد هذا اكيد، وقفت لثواني امام باب القصر ثم تنفست بعمق "لا عودة للوراء بعد الآن" لتتقدم برأسها مرتفعا.
أنت تقرأ
جينوفيفا
Historical Fictionكنجمة سقطت في ظلام المحيط فنسيت اصلها... في بعض الأحيان تكون الخيارات المعروضة ضئيلة جدا.. فتعقد الحياة صفقة بعنوان تعاني أو تستفاد من معاناة الغير . و هنا تقرر جميلتنا جينوفيفا برحابة صلب مثخن بالخيانة الخيار الثان.. لتقاتل قبل السقوط و تجشع قبل ا...