جينوفيفا

الفصل الثالث و الستون

جينوفيفا

حاولت كتم ضحكة تدغدغ حلقي آتية من اعماق قلبي المنتصر و تنفست بعمق ناظرة للرجلين و هما ينتظران تصريحا من مارسيا ينهي كل التساؤلات في لحظة تقطع الانفاس... فتقدمت الشابة بعينين غطاهما الرعب و نطقت بصوت يكاد لا يسمع:

- فيليبي انه سانتياغو... هذا زوجي في البرازيل

لا اعرف كيف استطاع الجميع سماع ذلك رغم صوتها المنخفض ، لكن الشهقات تعالت حولنا جاعلة الموقف شبيها بنهاية عرض مسرحي، الا ان التصفيق ممنوع هنا
... فمن سيهلل لمأساة هذا العريس ذي النظرة الخائبة؟

قبل ان تستدير مارسيا لرؤية رد فعل فيليبي كان هذا الاخير قد انصرف بغضب فصرخت هي بيأس بينما تشاهده يبتعد:

- لقد كان ميتا انا اقسم ! لقد سجن و مات هناك كيف له ان يعود !

و جتت على ركبتيها باكية بينما احاطتها نظرات السيدات المليئة بالاستحقار و التي اخترقتها كالأنصال الآن عندما باتت دون حماية فيليبي الذي من يعلم كيف هو حاله الآن...

انتهى العرض عندما حمل سانتياغو "زوجته" وسط انظار الحضور و توجه بها لنزل قريب بينما يهمس في اذنها شيئا بدى لي مثل "سأشرح لك ما حدث عند وصولنا" و اختفيا عنا معلنان نهاية الزفاف الذي لم يبدأ حتى...

مر اسبوعان لم يسمع فيها في ارجاء الحي موضوع غير حادثة الزفاف و لم احاول انا فيها الحديث مع فيليبي، لم يكن هنالك داع للتدخل على كل حال، فكل شيء كان يجري وفق المخطط له و انا كنت منشغلة للغاية بالمراكب التي كانت تصل للتو.

في اليوم الخامس عشر لم استطع اكمال فطوري، فلسبب ما اصرت اورسولا يومها على الحديث معي عن "مستقبلنا".

- سيدتي انت من احظرت الزوج صحيح؟

- جديا تتجرئين على سؤالي للمرة الثانية؟ الموضوع بدأ يتعبني لذا لا تستغربي ان وجدتي نفسك يوما خارج هذا المنزل للأبد

- احتمال خروجك من هذا المنزل اكبر من احتمال خروجي انا

- عفوا؟

- انك تكسرين اتفاقنا منذ شهور، انا خادمتك لأنني اردت الانتقام معك و انت في فترة نقاهة ابت ان تنتهي، هذه خيانة

- كخيانتك لي مع آلفريدو مثلا ؟

- بل اسوء

- اسمعي جيدا اورسولا فالامر بدأ يديق بي درعا... ابقائي لك معي بين جدران هذا البيت ليس اكثر من كرم فأنت بت عديمة الفائدة منذ وقت طويل بالفعل

- او انك انت التي نسيت هدفها

تنفست بعمق ثم وضعت فنجان القهوى الذي بيدي و نهضت من مكاني بهدوء.

- اورسولا انت مطرودة

ضحكت ناظرة الي بٱستهزاء

- سأخبر الجميع بكل افعالك ان فعلت، اعرف عنك الكثير