الفصل الخامس و الثلاثون

36 9 1
                                    

- دعيني احزر... لم يدعوكي تغادرين المحل من جديد؟
تكلمت جينوفيفا مبتسمة بينما تمشي ناحية ميلاغروس التي كانت تلعب بكرتها امام المحل، رسمت ابتسامة عريضة على وجه ميلاغروس عند وصول الشابة لتترك الكرة التي كانت بين يديها و مشت نحوها هي الاخرى.
- دونيا جينوفيفا!
- اين لوليتا؟
- في المخزن، وصلتها بضاعة للتو و الآن ترتبها
- انت وحدك اذن؟
اومأت الطفلة فأردفت جينوفيفا بٱبتسامة عريضة
- ما رأيك ان قمت بالوفي بوعدي و شراء مثلجات لك ؟ تعجبك الفكرة؟
- حقا!
- انتظري اذن، سأعلم احد حراس الحي ليخبر لوليتا انك معي عند خروجها من المخزن
- لن يكون من الافضل انتظارها؟
- انها تقضي ساعات هناك_تهز كتفيها_
- آه... انت محقة
ذهبت جينوفيفا للتكلم مع احد الفتيان الواقفين في الحي ثم تعود و تمسك يد الفتاة.
- كنت لأخرج وحدي لو لم ترافقيني اتعلمين؟
- ليس لديك صديقات؟ _تنظر لها ببراءة_
- بالطبع لدي! لكن نزهاتهم مملة ، من قد يرغب في قضاء اليوم كله يتحدث عن الفساتين ، القبعات و من تزوجت مِن من ، الاطفال لا يتصرفون بتصنع على الاقل

ظهر بريق في عيني الطفلة ثم نطقت بحماس متشبتة بالشابة

- دونيا جينوفيفا هل تمانعين قضاء اليوم معي؟ والدي لن يكون في البيت اليوم ولا اريد البقاء هناك سجينة، ارجوك ارجوك
- حسنا ان اردت ذلك لا مانع لدي عائلتك يعرفون انك معي لذا لا مشكلة... نذهب للملاهي صغيرتي؟
- انها خارج المدينة لا؟
- و من يهتم؟ سنعود مبكرا لا تخافي

في هذه الاحيان في بيت عائلة البالاسيوس كانت لوليتا تتجول بتوتر و عينين دامعتين، رامون كان جالسا ينتظر مكالمة من ابنه ليطمنه بإيجاده للطفلة لكن ذاك الهاتف لم يرن ابدا.
نهض رامون من مكانه مواجها زوجة ابنه بغضب

- لوليتا لا افهم كيف يمكن للفتاة الاختفاء من امام محلك مباشرة!
- اقسم انني كنت داخل المحل فحسب! لم اكن لأدخل الطفلة معي للمخزن هذا خطير
تدخلت كارمين واقفة بينهما
- فليهدء كلاكما، رامون هذا ليس ذنب لوليتا
- اهدء؟! كارمين ابنتي اختطفت!
قاطعته كارمين محتفظة بنبرتها الهادئة رغم قلقها هي الاخرى
- حسنا دخولنا في نوبات غضب لن يعيدها
- علينا اعلام الشرطة؟
- لا نستطيع، لم يمر الوقت القانوني للاعلام بعد
نهض الجميع من مقاعدهم عند سماعهم لصوت الباب يفتح، لكن آنتونيو عاد خالي اليدين و بخيبة امل مرسومة على وجهه النحيل.
- لا اثر ... سألت الناس، الحراس، الجميع و لم يرها احد ، كأنه الارض انشقت و انبلعتها تبا!
- كم الساعة الآن ؟
- العاشرة و النصف
- اختفت منذ ثمان ساعات... هذا سيء ، سيء للغاية

بعد لحظات سُمع صوت طرق عند الباب فهرع رامون لفتحه، و كانت ابنته هناك، واقفة بابتسامتها العريضة رفقة جينوفيفا و حاضنة دمية بين يديها الصغيرتين. حضنها رامون مرتجفا و بقيت الطفلة مستغربة من ردة فعله هذه، حملها بين ذراعيه ثم نظر الى جينوفيفا التي تظاهرت بالتعجب هي الاخرى.

جينوفيفاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن