لم تستطع "آن" رفضَ دعوة "جاري" لها للرقص. إلا أنها حاولت ألا تُظهر سعادتها الغامرة وهي تنضمُ إلى صفِ الفتيات لتقف في مواجهته بين الراقصين.
بدأت الرقصة التي اقتضت تبادل كل شاب مكانه مع رفيقته في الجهة المقابلة لمرتين متتاليتين. وعندما التقيا للالتفاف حول بعضهما البعض تحدث ببساطة:
- يبدو أنك نادمة على اختيارك لي.
كان كلٌ منهما يولي ظهره للآخر كما تقتضي الرقصة.. وعندما التقيا وجها لوجه في التفافة أخرى تساءلت باعتراض:
- لماذا تظن هذا؟
لم تحصل على إجابة إذ ابتعد إلى الخلف عائداً إلى صف الشباب. كما تراجعت هي إلى صف الفتيات دون أن تبعد عينيها الرافضتين عن عينيه.
تبادلت الالتفافات القصيرة مع الفتاتين على جانبيها بينما اهتمامها منصباً على رفيقها وقد كانت متلهفة للعودة إليه. وما إن عادا لتكرار الخطوات الأولى حتى بادر هو بالتوضيح:
- منذ أن بدأنا الرقص وأنتِ تُشيحين بعينيك عني.
لم تتحدث. وعندما تواجها تساءل بابتسامةٍ جميلةٍ:
- ألا زلتِ غاضبةً منِّي؟
زمَّت شفتيها بضيق، ثم أسرعت تقول قبل أن تلزمها الرقصة بالابتعاد:
- يبدو أنك أنت من ندم بقبول مرافقتي.
وتعمَّدت الانشغال بإكمال رقصتها دون أن تنظر نحوه.
وما إن انضم إليها بعد انتهاء الرقصة حتى نهرها أثناء مغادرتهما ساحة الرقص:
- كيف تتفوهين بتلك الكلمات؟!
بدت لهجته جادَّة فبقيت صامتة خشية أن تغضبه. على حين أردف هو بنبرةٍ معاتبةٍ، ونظرةٍ جامدةٍ:
- هل تعتقدين أنني أرغم نفسي لأقبل بفتاةٍ لا أحب مرافقتها؟
شعرت بالخجل فقالت تحاول التبرير:
- لم أجالسك أو أحادثك أو حتى أراقصك منذ أن عبرنا باب هذه الصالة.
كانت تتحدث بحزنٍ واضحٍ فرفع وجهها إليه لينظر في عينيها وهو يخلص ذقنها من لمسته. أصدر قلبها خفقةً قويةً وهي تواجه حدقتيه الخضراوين بينما كان يؤكِّد:
- حسناً، أعترف أنني أسأت التصرف، فمن لديه رفيقةٌ مثلك يجب أن تحظى بجُلِ اهتمامه.
هربت بعينيها بعيداً عن عينيه على حين كان يستمر في حديثه:
- أنا لك منذ هذه اللحظة يا صغيرتي.
- لا تناديني بصغيرتي.
رفع حاجبيه متمتماً بابتسامةٍ متفاجئةٍ:
- لا؟!!!
- بالطبع لا. لا أحب سماع هذه الكلمة.
وأرغمت عينيها على مواجهته لتؤكِّد بعتاب:
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Romanceدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...