قلَّب "مارك" تلك القبعة المستقرة بين كفيه بعد أن التقطها في آخر لحظة مانعاً سقوطها على الأرض.
حدَّق في الشرائطٍ الزهريةٍ المشابهة لتلك الموزَّعة في طرف ثوب "مونيكا"، ثم نظر إلى وجه "جايسون" قبل أن يوجِّه اهتمامه إلى الهرج الذي عمَّ طاولة الفتيات إثر الصرخة المنتصرة التي صدرت من "جورجيت":
- "جايسون" لي.
نظر الشباب إليهن بلا استثناء وقد أثارهم ذلك الهتاف بين الفتيات؛ والذي تكرر خلاله اسميّ "جايسون" و"مارك" على نحوٍ يثير الدهشة والفضول.
وبعد لحظاتٍ طويلةٍ أتاهم التوضيح من بين شفتي "جورجيت" التي هتفت بابتسامة واسعٍة؛ موجِّهة حديثها إلى "مارك":
- لقد وقع الاختيار عليك أيها السيد لتكون رفيق الآنسة "مونيكا" في الحفلة الراقصة.
- ماذا؟َ!!!
زاد ارتباك "مونيكا" بينما ملامح "مارك" ونبرته تعكسان استنكاره الشديد دون أن يحاول السيطرة على نفوره الواضح فأسرعت تنهض معترضةً بتوترٍ:
- هذا ليس عدلاً.
ونظرت إلى "باتريشيا" مؤكِّدةً بحنقٍ عظيمٍ:
- أنا لم أختره هو.
- عليكِ الالتزام باللعبة حتى النهاية. لقد وقعت قبعتك عليه وستقبلين به.
أكَّدت "جورجيت" ذلك قبل أن تعيد نظرات الزهو والانتصار نحو الشباب، ونحو شخصٍ بعينه.
لم تزُل ملامح الدهشة عن وجوه الشباب بينما تضاعف حنق "مارك" وهو يتابع الفتيات اللاتي انشغلن في إقناع "مونيكا" بالقبول به رفيقاً في الحفل.
- ما الذي يحدث "باتي"؟!!
تسلل التوتر إلى ملامح "باتريشيا" وهي تعي الغضب الذي سيطر على "مارك" فأعادت اهتمامها إلى "مونيكا" لتتمتم:
- "مونيكا" توقفي عن التذمر الآن.. سنتحدث في الأمر لاحقاً.
أكَّدت "جورجيت" بلهجةٍ مستفزةٍ:
- السيد "مارك" هو رفيقك ولا تفكري في استبداله.
تحدثت "مونيكا" بحنقٍ وهي تنظر إلى وجه "جورجيت" الباسم:
- لا شأن لك برفيقي.. ولستُ مضطرة لحضور ذلك الحفل من الأساس.
هنا ارتفع صوت "مارك" قائلاً:
- أوقفوا هذه السخافات حالاً.
نظر الفتيات إليه بدهشةٍ على حين وجَّه هو نظراته نحو "باتريشا" زاجراً:
- تتحدثون عني وكأن لا رأي لي في الأمر!!
ثم ألقى بتلك القبعة نحوهن بلا مبالاةٍ مردفاً:
- سواءٌ وقع اختيارها عليَّ أم لا, فأنا من لا يقبل بمرافقتها.
كانت خفقات قلب "مونيكا" تتسارع بتوترٍ وتلوَّن وجهها بحمرة الإحراج والحنق فأسرعت تهزُّ رأسها نفياً:
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Romanceدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...