فتحت "ساشا" عينيها لتقابلها ملامح "جايسون" الهادئة وقد بدا غارقاً تماماً في نومه، فرفعت أناملَ كفِّها اليسرى إلى خصلاته القصيرة التي تغطي صدغه لتبعدها ببطءٍ خلف أذنه بينما نظراتها تتأمل ملامحه التي تعبث بخفقاتِ قلبها حتى في أقصى حالات سكونه.. وتمادى عبثها الناعم إلى الخصلات المسترخية فوق جبينه. وعندما لم يصدر أي ردِ فعلٍ تعمَّدت المسح على رأسه بحركةٍ واضحةٍ، هامسةً بكلمة "سيدي" وقد بدأ القلق بالتسلل إلى حروفها.
بقيت تعابيره على هدوئها التام وكأنَّه لا يشعر بها أو يسمعها مما دفعها للنهوض لتعتدل جالسةً وهي تناديه بجزعٍ، ففتح عينيه أخيراً بإرهاقٍ شديدٍ متمتماً بكلماتٍ لم تحاول سماعها إذ أسرعت تنكب على وجهه تحتضنه بكفيها وهي تغمرُ قسماته بقبلاتها المطمئنة السعيدة.
لم يعِ "جايسون" ما يحدث ولم يحاول؛ مستسلماً لكفَّي "ساشا" وهو يبقي عينيه الناعستين على وجهها الفرح الذي يعلوه بسنتمتراتٍ قليلةٍ. على حين أطلقت آهةً صغيرةً قبل أن تقولَ وبريق حدقتيها الجذلتين يغمر روحه:
- ظننتُ للحظةٍ أنني فقدتك.
تحسَّست كفَّاها جبينه وعنقه -كالعادة- قبل أن تعيدَ عينيها الدامعتين إلى عينيه هامسةً:
- لكنَّك بخير.
ومن فرط سعادتها طبعت قبلةً عفوية قصيرةً فوق شفتيه فاجأته، لكنها لم تمنحه الفرصة لفعل أو قول شيءٍ وهي تعتدل في جلستها موضِّحة:
- لم تزُل الحرارة تماماً، لكنّ لا بأس.. سأحضر طعامك أولاً ثم أرى إن.....
كانت تلفظ كلماتها الأخيرة وهي تترك الفراش إلا أن اعتراض "جايسون" قاطعها ممَّا دفعها للتوقُّف بجوار سريره وهي تلتفت إليه باهتمامٍ، فأعلن بخمولٍ:
- أفضِّل أن أحظى بساعاتٍ أخرى من النوم.
غلَّفت الشفقة نظراتها وهي تتفهم تلك الحاجة لجسده المنهك، فأخبرته أنَّها ستمنحه شراباً يساعده على الاسترخاء وستراقب حرارته أثناء نومه.
كان يتناول الشراب المنوِّم وهي تجلس على طرفِ فراشه -في مواجهته- بينما عيناها العاشقتان تتأملانه بحنانٍ غامرٍ، بنظراتٍ لا تكتفي من لثم تفاصيله.
يغمرها شعورٌ غريبٌ من الاطمئنان، يخالف تماماً الجزع الذي استحكمها الليلة الماضية... وبما أن تلك الليلة مضت فقلبها يخبرها أن الأسوأ قد مضى... بما أنه فتح عينيه وهو بهذه الحال المستقرة، فستبقيه بخير بقدرِ ما تستطيع.أبعد "جايسون" الكأس عن شفتيه ليرسم عليهما ابتسامةً محبةً أغنت عن مئات الكلمات فبادلته الابتسام وهي تمرِّر كفَّها الناعم على فكِّه موضحةً:
- بدأت لحيتك بالظهور.
كان مستمتعاً بملمسِ كفها على بشرته الدافئة، فبقي صامتاً للحظةٍ قبل أن يؤكِّد:
![](https://img.wattpad.com/cover/266240790-288-k106990.jpg)
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Romanceدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...