الفصل الواحد والستون

1.6K 220 259
                                    

اتجهت "ساشا" نحو "مارتن" الذي كان يقف على بعدِ خطواتٍ من الإسطبل في انتظار قدومها. أبقت عينيها على وجهه و هي تحاول أن تستشف مزاجه، فإرساله في طلبها لمقابلته هنا أثار تساؤلاتها وضيقها.

ما إن وقفت أمامه حتى زجرها بلهجته المهددة:

- كم من المرات ستنكثين وعدكِ بألا تثيري غضبي منكِ؟!!

- ما الذي حدث؟!

- لا تتغابي.

لم تنطق "ساشا" بكلمةٍ وقد بدا من نظرتها أنَّها بالفعل لا تفهم ما يتحدث عنه فقال بغيظٍ:

- توقفي عن التصرف بجبنٍ، وتحريض "جين" على معاملة "ليزا" بدناءة.

نظرت "ساشا" إلى وجه "مارتن" بدهشةٍ لتعترض:

- ولماذا أحرِّضها؟!!

- لأنَّكِ لا تجرئين أنتِ على الإساءة إلى "ليزا"، فستلقين حينها عقاباً مناسباً منِّي... لكن "جين" لا تخشى عقاب أحد.

لاح التهكُّم على ملامح "ساشا" إلا أنَّها لم تسمح لسخريتها بتغليف كلماتها وهي تكتفي بطمأنته ببساطةٍ:

- لا يهمني أمر "ليزا" هذه، ولا أشغل نفسي حتى في إيذائها.

ثم أكَّدت بملامحٍ ممتعضةٍ:

- لقد استدعيتني بلا طائل. سأنصرف لأنَّ لديَّ عملٌ أقوم بهِ.

وقبل أن تبتعد أمسك "مارتن" بذراعها ليواجهها متسائلاً بحنقٍ:

- هل تعنين أنكِ لا تهتمين بي أيضاً؟!!

نظرت إلى عينيه موضِّحةً بثبات:

- أنا لم أقل هذا.

قبضت كفُّه القوية على فكِّها ليرفع وجهها إلى مستوى وجهه مزمجراً بغيظ:

- أفهم هذا الأسلوب الذي تتبعينه معي، لكنَّه لن ينقذكِ مني.

لم تعلِّق على حديثه. ورغم تألُّمها من ضغطه على فكِّها إلا أنَّها لم تظهر له ذلك ولم تحاول الإفلات، فتساءل بهدوء تبطِّنه عاصفةٌ من الحنق:

- ألا يغضبكِ كوني أفضِّلها عليكِ؟!! ألهذا الحد لا تشعرين نحوي بشيء؟!!!

عندما بقيت على صمتها ازدادت أنامله قسوةً قبل أن يتركها مردفاً:

- سيكون لنا حديثاً طويلاً الليلة. أمَّا الآن، فستغربين عن وجهي.

ثم دفعها بعنفٍ لتسقط على الأرض. إلا أنَّها لم تُصَب سوى بخدشٍ بسيطٍ في باطن كفِّها. اعتدلت جالسةً لتتفحص كفَّيها وذراعيها متعمِّدةً عدم النظر إلى "مارتن" الذي بقي يكيل لها الشتائم مطالباً إياها بالإسراع في المغادرة من أمامه، ثمَّ ضرب الأرض بقدمه لينثر التراب على جسدها، فصرخت و هي تشيح بوجهها حتى لا يؤذي عينيها.

أسرعت لتنهض وهي تنفض الأتربة عن تنورتها ومريلتها. وقبل أن تبتعد تجمَّدت ساقاها وهي ترى "جايسون" يتجه نحوهما، وقد قطع مسافةً كافيةً سمحت له بالتأكيد برؤية ما حدث بينها وبين "مارتن". التفتت بارتباكٍ نحو زوجها الذي اتجه نحو الإسطبل؛ غير مدركٍ لحضور سيده.

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن