الفصل الخامس والعشرون

1.7K 252 255
                                    

حلَّت اللحظة الحاسمة؛ التي لا تكتمل وجبة العيد بدونها.. ما إن رأى الجميع تلك الحلوى المصنوعة على شكل قبَّةٍ كبيرةٍ وسط الطبق الذي تحمله السيدة "اليزابيث" حتى ارتفعت الهتافات وتعالت الصفقات بينما الكل ينتظر استقرار الطبق على المائدة وسط الضحكات المرحة والنظرات المترقِّبة.

كان منظر الحلوى التي شُكِّلت بإتقانٍ وزُيِّنت قمتها بورق الهولي الأخضر ذي الأطراف المسننة جذَّاباً وشهياً للغاية. لكن سحرها لم يكن ليكتمل دون السائل الكحولي الذي سكبه السيد "توماس" بسخاءٍ مرافقاً لحماس وتشجيع المتواجدين حول الطاولة وهم يراقبون تلك المراسم ببهجةٍ عاليةٍ.

تم إشعال ذلك السائل حول الحلوى ليرتفع اللهب الأزرق الخلَّاب مانحاً تلك القبة اللذيذة هالةً ساحرةً عظيمةً.

بعد العرض المذهل لتقديم بودينغ العيد حانت أهم اللحظات وهي توزيع قطعٍ منها للجميع ليكتشف كلٌ منهم ما خبَّأته قطعته من رمزٍ سيعلن عن حظِّه خلال السنة الجديدة.

كانت القلوب تخفق بانفعالٍ وقد اختلطت المشاعر ما بين حماسٍ وقلقٍ. إلا أنَّ الابتسامة المشرقة المترقبة كانت عاملاً مشتركاً على وجوه الجميع بلا استثناء.

وزَّعت السيدة "اليزابيث" الأطباق بينما كانت "شارلوت" تشاكسها قائلةً:

- أعتقد أن حماس والدتي متَّقد أكثر من الجميع، وأنا واثقةٌ أنَّها أكثرت من خواتم الزواج داخل البودينغ لتضمن حصول كلا شقيقيّ عليها.

ضحك الآخرون على حين اعترضت "اليزابيث" وهي تناول "آن ماري" طبقها:

- لا، لم أضع سوى خاتماً واحداً فقط.. وسيحصل كلٌ على نصيبه.

- أخشى أن يأتي من نصيبي أنا.

عادت الضحكات لترتفع قبل أن يقول "ريتشارد" زوج "شارلوت" ببساطة:

- سأجدد حينها عهود الزواج بيننا.

ما إن حصل كلُ شخصٍ على نصيبه من الحلوى حتى حلَّ صمتٌ مطبقٌ إذ بدأ الكل بتناول قطعته باحثاً عن الرمز المعدني الذي سيظهر له من بين مكونات الحلوى المختلطة جيداً.

كان "جاري" أول من حصل على قطعته المعدنية واتجهت الأنظار نحوه بفضولٍ بينما كان يزيل الحلوى اللزجة من على قطعته الدائرية ليتأكد من ماهيتها قبل الإعلان عنها، لكن "دورندا" الجالسة على يمينه تولَّت المهمة إذ هتفت بلهجةٍ مندفعةٍ:

- زر الأعزب.

تنبهت "دورندا" لحماسها، فحاولت إخفاء تشفِّيها بينما آهةٌ آسفةٌ تنطلق من بين شفتي والدته قبل أن يسود الهرج حول المائدة ..

- هذا يعني أن ابنك البكر سيبقى أعزباً لسنةٍ أخرى.

قالت "شارلوت" جملتها وعيناها تراقبان ملامح والدتها التي حدَّثت "جاري" باستياءٍ عظيمٍ:

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن