الفصل الثلاثون

2K 254 208
                                    

جفلت "دورندا" و"جاري" يقف أمامها مباشرة منادياً اسمها بتردد.

رفعت عينيها إليه، ثم أسرعت لتنهض من استرخاءها فشعرت بضغطٍ موجعٍ في مشطِ قدمها مما دفعها لإطلاق آهةٍ متألمةٍ، فأسندتها ذراع "جاري" بعفويةٍ.

شعرت بانكماشٍ عنيفٍ يجتاح ظهرها، لكنَّها لم تستطع إبعاده وقد سبقتها كفها اليسرى لتقبض على كفه اليمنى دون استئذان من صاحبتها. اعتمدت عليه لتحاول الاعتدال جالسة فقبض على عضدها الأيسر لتطلق صرخةً متوجعةً عكست ألماً عنيفاً تعجَّب منه "جاري"، فأسرع يبعد ذراعه بينما كفه اليمنى لا تزال تسند كفها اليسرى بقوة.

وضع الوسادةَ خلف ظهرها. وعندما نظر إلى وجهها كانت ملامحها متألمة وعيناها تلمعان بدموعٍ طفيفة.

ما إن اتخذت "دورندا" وضعيةً مريحةً حتى خلَّصت كفَّها من داخل قبضته وهي تتمتم بكلمةِ شكرٍ هامسةٍ تكاد لا تُسمع.

- ما بكِ؟!! لماذا صرخت فجأة؟!!

وضَّحت دون أن ترفع عينيها إلى وجهه القريب:

- ذراعي وكتفي يؤلماني.

- حقاً؟ هل أخبرتِ "رونان"؟!!

ألقت نظرةً سريعةً إلى وجهه قبل أن توضِّح بتلعثمٍ:

- لا حاجة لذلك... قامت.. "مسالا" بدهنهما من قبل، وقد خفَّ الألم.

أسرعت كفه نحو كتفها قائلاً بقلق:

- أريني إياه.

إلا أنَّها أبعدت كفه عنها بفزعٍ وهي تنهره:

- بالطبع لا.

التقت عيناهما مستطردةً بنبرةٍ مهتزَّةٍ:

- هل جننت؟!!!

اعتدل في وقفته ووعى حرجها الشديد فهي ستضطرُ للكشفِ عن جزءٍ من جسدها فحاول القولَ بكلماتٍ واضحةٍ دون أن يعيد عينيه إلى وجهها:

- أردتُ التحقق من مدى سوئها.

اضطربت حروفها بوضوحٍ بينما كانت تؤكِّد وعيناها مسمَّرتان على الغطاءِ أمامها:

- لا .. داعٍ.

وبَّخها قائلاً:

- "مسالا" لم تحضر.. كان من المفترض أن تريه ل"رونان" فربما.....

قاطعته بوجهٍ محمَّرٍ:

- بالطبع لم أكن لأفعل.

التقت عيناهما لتهرب منه ثانيةً مردفةً:

- أستطيع الاهتمام بها.. هي مجرد.. كدمات.. ستزول بعد مدة.

أبقى نظراته على وجهها الخجل صامتاً فألقت عليه نظرةً خاطفةً قبل أن ترتفع كفُّها المضطرب إلى خصلاتها المتناثرة لتقول بصوتٍ عكس ذلك التوتر الذي تعانيه:

- أحتاجُ إلى مرآة.

عقد "جاري" حاجبيه متسائلاً بتعجبٍ واضحٍ:

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن