- لا بد أن نتخلص منها في أقربِ وقتٍ ممكنٍ.
أنهت "بياتريس" تذمراتها الطويلة بتلك الجملة المنزعجة بينما الاستياء يغلف ملامحها الجميلة فوضَّحت "جيسيكا" بهدوء:
- لقد توصلتُ إلى قرارٍ مناسبٍ، وسينتهي الأمر فجر الغد.
- لا جدتي، فليكن قبل الفجر رجاءً.
- لتوقفي تشاؤمك وتذمرك فلم يعد بإستطاعة "جايسون" فعل شيء.
- حسناً ليتم نبذها إلى أسوء مكانٍ يليق بخطيئتها. يكفي أنني تنازلت عن جلدها على مرأى ومسمع جميع من في القصر خوفاً مما قد يفعله "جاي".
- لقد اعتديتِ عليها بالضرب، وهذا يكفي.
منحتها "بياتريس" نظرةً عابسةً وهي تؤكِّد:
- لم يكفيني إطلاقاً، ولن أغفر له تفضيله لتلك الوضيعة عليّ.
- بل عليكِ استعادته، ومنحه الحب الذي ينسيه إياها. إنه زوجك أنتِ رغم كل شيء.
لكن "بياتريس" أشاحت بوجهها والتجهمُ يحتلُ قسماتها. وقبل أن تفكر "جيسيكا" بتوبيخها إنضمت إليهما "باتريشيا" في الصالون الرئيسي.
- هل عاد "جايسون"؟!!
هزَّت "باتريشيا" رأسها إيجاباً وهي توضِّح بنبرةٍ مهتزةٍ:
- لكنَّه لم يسمح لي بمحادثته أو حتى بتجاوز باب حجرة المكتبة، وحذَّرني من الاقتراب منه.
وضمَّت ذراعيها وهي تقف بجوار النافذة المغلقة لترسل نظراتها من خلال زجاجها متمتمةً بأسى عظيم:
- يعتقد أنَّني شاركتكما ما فعلتماه ب"ساشا".
- لا تأتي على ذكر هذه الساقطة. ولا تذكرينني أنني لم أمنحها ما تستحقه بالفعل.
منحت "جيسيكا" "بياتريس" نظرةً موبخةً لتلفظها بما لا يليق بسيدةٍ في منزلتها؛ وإن كانت غاضبةً. بينما لم تلتفت إليها "باتريشيا" وهي تغالب الغصة التي ملأت حلقها بينما صورة "جايسون" بذلك الوجه المحتقن غضباً ووجعاً يؤلمها بشدة. بدا واضحاً أنَّه قضى وقتاً عصيباً وقد عاد منهوك القوى والفكر.. عجزه مؤلمٌ، وقلة حيلته تفقده أعصابه. تمنت لو منحها الفرصة لمشاركته حزنه وأفكاره. وعادت لتتساءل إن كان من الحكمة إخبار "مارك"، لكن شعور الرفض عاد ليسيطر عليها.. ربما من الأفضل بقاء "مارك" بعيداً في الوقتِ الحالي.
تساءلت "بياتريس" بتهكمٍ مغتاظٍ:
- إلى متى ينوي البقاء في حجرة المكتب؟!!
ألقت عليها "باتريشيا" نظرةً باردةً وهي تحاول كبح الكلمات المعلَّقة في حنجرتها برفقة تلك الغصة التي تضاعف وخزها، ثم فضلت إعادة إهتمامها إلى الخارج بدلاً عن مواجهة نظرات "بياتريس" المكللة بالشماتة. على حين نظرت هذه الأخيرة إلى "جيسيكا" مردفةً:
![](https://img.wattpad.com/cover/266240790-288-k106990.jpg)
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Romanceدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...