خرج "بولين بلير" مع زوجته في زيارة ففضلت "ميليسا" شغل وقتها في جرد ثيابها واغراضها قبل تحديد ما ستحتاجه لاستقبال العيد الذي قرب.
وصلتها رسالة فتناولتها من الخادمة التي أخبرتها أن حوذي آل "ديكنز" من أحضرها، فصرفتها "ميليسا" قبل أن تعيد نظراتها المتسائلة إلى ذلك الظرف.. لم يكن من المستغرب وصول رسائل من "دورندا" لكن وجود الرسالة داخل ظرف محكم الاغلاق هو ما أثار قلقها، فهذا يعني أن صديقتها خشيت أن تقع الرسالة في يد أحد غير "ميليسا".أسرعت بفض الظرف وما إن فتحت الرسالة حتى أصدر قلبها خفقة مضطربة وخط "هوارد" يحتل تلك الأسطر البسيطة والتي يأمرها خلالها بالذهاب لزيارتهم؛ محذراً إياها من قدومه إلى منزلها بطريقة متهورة، تعرفها تماماً.
رفعت "ميليسا" عينيها عن الرسالة نحو نافذة حجرتها وهي تفكر أنه بالتأكيد يعني التسلل إلى حجرتها كما فعل ذات مرة قبل سنوات عديدة... عقدت حاجبيها بشدة وهي تستنكر ما احتوته هذه الورقة، لكنها لم تستطع تجاهله..
تأففت وهي تزفر بقوة؛ إذ لم تكن راغبة في رؤيته ولا التحدث إليه، لكنها تدرك جيداً أنه سينفذ تهديده دون اهتمام للعواقب، وما كان منها سوى الإسراع في إتمام هذه الزيارة قبل عودة والديها.
**********
حرص "مارك" على زيارة آل "لاسيليز" صباح اليوم التالي، وانعزل بصديقه الماركيز في مكتب هذا الأخير.
- "جاي"!! فلتتعقل رجاء. هذه الفتاة لا بد أن تغادر القصر.
حاول "مارك" التحدث وهو يكتم بصعوبةٍ رغبته في الشتم. بينما بقي "جايسون" واقفاً أمام النافذة الزجاجية المغلقة وهو يضع كفَّيه في جيبي بنطاله دون أن يستديرَ إلى "مارك" الحانق أو يتلفظ بكلمة. فعاد هذا الأخير ليذكره:
- لقد علمت "باتريشيا" بالأمر وهي مرعوبة للغاية، فما الذي تنتظره؟!! أن تعلم "بياتريس" أيضاً، ومن ثم جدتك؟!!!
بقي "جايسون" على صمته مما دفع "مارك" على مواجهته ليفرغ غضبه بلا مبالاة:
- فلتدرك جيداً أن إبقاء هذه الخادمة لن يعود عليك سوى بالويلات. لن يُسمح لك حتى باتخاذها عشيقة؛ خاصة بوجود زوجة.
نظر "جايسون" في عيني "مارك" ليتمتم باستهجان:
- ليس هذا ما أنويه.
- إذاً، أجبني لمَ لا تدعها ترحل؟!!! لمَ لا تنهي هذا الجنون بينما الحل بمنتهى البساطة؟!!
رفع "جايسون" حاجبيه ساخراً، ولم يخرج كفيه من جيبي بنطاله وهو يردد باستخفافٍ مريرٍ:
- بمنتهى البساطة!!!
ثم زفر نفساً قصيراً -أقرب إلى الآهة- وهو يعيد نظراته إلى الحديقة في الخارج مردفاً بذات النبرة الآسفة:
- لهذا لا يمكنك الحكم في هذا الأمرِ بعدلٍ. أنت لا تعي ما أعانيه، لأنَّك تستخفُّ بمشاعري بقدرِ استخفافك ب"ساشا".
![](https://img.wattpad.com/cover/266240790-288-k106990.jpg)
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Romanceدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...