- هل جُننتَ؟!! كيف تقيمُ علاقةً مع خادمة؟!!!
تحدَّث "مارك" بنبرةٍ مستنكرةٍ شديدةٍ بينما عيناه تحدِّقان بذهولٍ في "جايسون" الذي بقي مستنداً على الجدارِ الحجري خلفه دون أن يفارقَ الهدوء قسماته الحادَّة.
- ما الذي دهاك يا "جاي"؟!!
أخذت عينا "جايسون" تتأملان الطبيعة التي لم تكسُها الثلوج بعد دون أن يبدو عليه المفاجأة من ردة فعل "مارك" أو المبالاة باستهجانه العظيم، فعاد "مارك" ليستنكر بشدةٍ:
- أنت لا تُقدم على مثلِ هذه الأمور أبداً.. لطالما رفضتَ الكثيرات، فكيف تنظرُ إلى خادمة!!
- تعجبني.. هذه الفتاة تختلف عن غيرها.
- في ماذا تحديداً؟حمل سؤالُ "مارك" تهكماً واضحاً، إلا أن "جايسون" أكَّد بقناعةٍ زادت من غيظِه:
- تتفردُ بسحرٍ خاص بها وحدها؛ سواء في الشكل أو المضمون.
- سحر؟!!!! لا، لا أعتقد أنَّك واعٍ لما تقوله، وإلَّا لما سمحت لخادمة مثلها بالتأثير عليك على هذا النحو، وإيقاعك في حبالها القذرة.نظر "جايسون" برفضٍ إلى "مارك" الواقف أمامه إلَّا أنَّ هذا الأخير أكَّد والتجهم يغلِّفُ ملامحه الجذَّابة:
- ألم تقل أنَّ اهتمامها المبالغ بك هو ما لفت انتباهك إليها؟ وهذا يثبت أنَّها خطَّطت لاستغلالك.
ردَّد "جيسون" باستخفاف:
- استغلالي؟!!
- نعم.
- قد يبدو لكَ الأمر مُسلَّماً به لأنَّك لا تعرفها. أنا معتادٌ يا صديقي على مخالطة النساء، و"ساشا" أبعدُ ما يكون عن هذا النوعِ منهن.
- لماذا؟!! أليس من الممكن أن تطمحَ خادمةٌ لاهتمامِ ماركيزٍ ثري بها؟!!
- أنا لا أغدقها بالمالِ والهدايا، وهي لم ولن تطلب أبداً.
غلَّف التهكُّم ملامح "مارك" وهو يقولُ بقناعةٍ تامَّةٍ:
- إذاَ، فهي إمَّا ساقطةٌ قنوعةٌ، أو عاشقةٌ غبيةٌ.
تلك النظرة التي ملأت عيني "جايسون" منعت "مارك" عن إضافةِ المزيدِ مما رغب التفوه به.
تمتم "جايسون" ببرودٍ أثار حفيظة "مارك" بينما كفَّاه العاريتان من قفازيه تغوصان في جيبي معطفه السميك طلباً للدفء:
- في كلا الحالتين، "ساشا" تعجبني.
- لكنَّك لا تحتاجها في أي حالٍ، فالغانياتُ يملأن حاناتِ "لندن"، والعاشقاتُ لا يصعبُ عليك إيجادهن. الشهرُ الماضي تجاهلت عشراتِ الرسائلِ من "كارلا روبنسون"؛ ممثلة مسرحٍ فاتنةٌ يتمناها كلُّ رجلٍ، وبالتأكيد سترضيك أفضل بكثيرٍ مما تفعل خادمتك.
- أخبرتك أن خادمتي تعجبني، وهي من أرغبُ بها.
واجه "مارك" نظرات "جايسون" للحظاتٍ وهو يعي تعمده التأكيد على قدر هذه الفتاة ؛ التي حاول هو مقارنتها بممثلة المسرح، فما كان من "مارك" إلا أن يتساءلَ بجديةٍ حانقةٍ:
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Romanceدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...