التاسع والخمسون

1.7K 227 435
                                    

شارك "جاري" عائلته العشاء، وقرر المبيت في منزل والده، فقضى سهرته برفقة شقيقه "رونان" الذي منحه نظرة جادة وهو يحذره باسماً:

- سينفذ صبر والدتي عليك، وهي جادة بالفعل بشأن ضرورة زواجك.

اكتفى "جاري" بتلك الابتسامة اللا مبالية ليقترح "رونان":

- أجد "دورندا ديكنز" زوجة مناسبة.

- ماذا؟!! ما الذي دفعك لهذا الاقتراح؟!!!

زاد ردُّ فعل "جاري" المرتبك من ثقة "رونان" نحو شكوكه، فأضاف هذا الأخير بابتسامةٍ عابثةٍ:

- ستخبرني بما يجري بينكما بالتفصيل.

- "رونان"!!! لا يصحُّ التحدث بأمورٍ كهذه خاصةً إن لم تكن صحيحة.. أنتَ تمسُّ سمعتها بالسوء.

رفع "رونان" حاجبيه بينما نظرته تحمل الكثير، ثم وضِّح ببساطةٍ:

- أنا لم أذكر شيئاً.. طالبتُ بتوضيحٍ منكَ شخصياً.

- لا يوجد ما يقال، لأنَّه لا يوجد ما يدور في خلدك الأحمق من ظنونٍ . أنتَ تعي جيداً ما يعنيانه لي "دورندا" و"آن ماري".

مطَّ "رونان" شفتيه بأسفٍ مصطنعٍ قبل أن يؤكِّد:

- لا أعتقد أنَّ "دورندا" توافقك الرأي.

- ما الذي تعنيه؟

ذلك الرفض في نبرة "جاري" لم يخفِ اللهفة الواضحة في عينيه الداكنتين.

- مؤخراً أصبح اهتمامها بكَ ملفتاً، وكأنَّك دخلتَ حياتها فجأة.. نظراتها التي تتبعك أينما ذهبت، أسئلتها فيما يتعلق بك.. كل تصرفاتها تعلن عن مشاعرها، ولن أصدِّق أنَّك لم تتنبه لها.

واجه "رونان" عيني شقيقه الأكبر وهو يستطرد بحماس:

- في الحقيقة سأسعد كثيراً إن أصبحت صديقة زوجتي المقربة زوجة لأخي. ما أروعها من علاقة.

ساد الصمت إشارةً على عدم رغبة "جاري" بالخوض في الأمر ، إلا أنَّ "رونان" راقب التحفُّظ المغلِّف لملامح شقيقه الأكبر ليتساءل بجدية هادئة:

- هل تبادل "دورندا" مشاعرها أم لا؟

التقت نظراتهما دون إجابة. و عندما حافظ "رونان" على إصراره , تحدَّث "جاري" ببساطةٍ:

- من الخطأ أن أفعل.

- ماذا؟!!! أين الخطأ في هذا؟!! "دورندا" غير متزوجة. و بالنسبة لي, هذا فقط ما قد يمنعك عن الوقوع في حبِّها. أم أنَّ هناك ما لا أعرفه؟!

نفث "جاري" بضيقٍ و هو يهزُّ رأسه نفياً:

- إنها عيوبي أنا.

- أيُّ عيوب؟!!

- فارق السن بيننا أولها.

لمعت عينا "رونان" بنظرةٍ ساخرةٍ قبل أن يقول باستخفافٍ رافضٍ:

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن