- "مارك".. أخبرتك أن "استيفن" وصل إلى "جلوسترشير" هذا الصباح، وبقي الجميع برفقته بينما أصرَّيتُ أنا على حضورِ الحفل من أجلك.
كانت "باتريشيا" تسير برفقة "مارك" في حديقة السيد "رودجر" بينما كانت تتحدث بنبرةٍ ممتعضةٍ، ثم توقَّفت لتلتفت إليه مردفةً بنظرةٍ محذِّرةٍ:
- لقد وعدتني بإخباري عن فتاتك في أول حفلٍ أحضره، وستفعل حالاً.
- كانت فقط حيلةً منِّي لأضمن حضورك.
استقرَّت نظراتُها داخل عيني "مارك" في نظرةٍ متفحِّصةٍ لتتأكد من جديته، فقال بخفوتٍ دون أن يشيح بعينيه عن العشب الملفت المستقر في حدقتيها الجميلتين.
- تحديقك بي بهذه الطريقة سيلفتُ الأنظارَ، ابتعدي قبل أن يقررَ أحدهم إخبار خطيبك بتحرُّشك بشابٍ غيره.
لم تعِ "باتريشيا" قربها الشديد منه، فأسرعت تبتعد لخطوةِ إلى الوراء بينما كفُّها الرقيقة تضرب كتفه بخفةٍ لتعترض بارتباكٍ لطيفٍ:
- "ماركي".. لا تحاول التملُّصَ ممَّا وعدتني به.
ثم أرغمت عينيها على العودةِ إلى ملامحه الجذَّابة وهو يتساءل بعبثه المعتاد:
- لماذا تثقين من حديثِ "ميليسا"، وتحليلاتها إلى هذا الحد؟
- حسناً، أنا لا أثق إلا بكَ أنتَ. إن أخبرتني أنَّ الأمر غير صحيح، وأنَّها أساءت الفهم فسأصدقك، ولن أعيد سؤالي نحو هذا الأمر إطلاقاً.
تضاءل تعبيرُ اللهوِ المغلِّف لملامحه الباسمة، وهو يغوص في نظرتها الصامتة التي تشبَّعت برجاءٍ لم يفهمه، فأسرع يشيح بوجهه ليقول بضحكةٍ متصنعةٍ:
- "باتي" التي لا تستسلمُ أبداً.
- ما الذي تعنيه؟!! هل هناك فتاةٌ بالفعل، أم أنَّك تتلاعبُ بأعصابي؟
- ولماذا قد يكون الأمر مثيراً لأعصابك لأتلاعب بها؟ ما الذي يهمك إلى هذا الحد؟!!
خالط الانزعاج تعابيره، إلا أنَّه حاول التغلُّبَ عليه وهو يغتصب ابتسامةٍ عذبةٍ:
- حسناً.. هناك فتاة.
شعرت "باتريشيا" بقلبها يغوصُ بين أضلاعها، إلا أنَّها نظرت إليه متفاجئةً لتتساءل بعتابٍ ودودٍ:
- كنت تتلاعبُ بي بالفعلِ أيها السيء. هيا فلتخبرني عنها.
أخفى "مارك" كفَّيه في جيبي بنطاله الباهت وهو يتجه نحو المنزل المكوَّن من طابقين، تغطي الخضرة الأخاذة جانبه الأيمن بالكامل.
وضَّح فجأةً دون أن ينظر إلى "باتريشيا" السائرة بجواره بهدوءٍ مفتعلٍ:
- إنها أجملُ فتاةٍ في الحفلِ.
- إذاً فهي أنا، لأنَّها بالتأكيد ليست شقيقتك.
التفت إليها "مارك" باسماً دون أن يتوقف فرفعت حاجبيها بتحدٍ قبل أن تسير بجواره موضِّحةً بنبرةٍ منزعجةٍ:
![](https://img.wattpad.com/cover/266240790-288-k106990.jpg)
أنت تقرأ
جلوسترشير.. مكتملة
Romanceدعوة لزيارة أحد أرياف انجلترا الخلابة.. حيث يحتضن السحر كل بقعة يحتويها، ويتجلى الجمال الذي يثير حواسك أينما توجهت. هناك ستلتقون بشخصيات نسجتها من خيالي المحب لتلك الحقبة الفيكتورية المتميزة. أشخاص عاشوا حياة طبيعية يتخللها المرح والترح.. الحب والكر...