الفصل الخامس والستون

1.7K 233 342
                                    

أبدى "رونان" تفهماً أحرج "ميليسا" كثيراً، و زاد من شعورها بالذنب نحوه. هو يمنحها هذا التفهم معتقداً أن رؤية "هوارد" لهما خلال تلك اللحظة الحميمة سبب تحفظها. لا يعلم أن "هوارد ديكنز" لم يقبل بمرور تلك اللحظة دون تدخل. وبسبب ضعفها أمام سطوته عليها لم تعد تجد الجرأة للنظر في عيني "رونان" وخيانتها له لا تزال تقض مضجعها رغم مرور أيام على ذلك.

قررت مفاجأته بزيارة إلى العيادة. ومن حسن حظها أنَّه كان يودع مريضاً عند باب الحديقة ممَّا دلَّ على تفرُّغه.

تجاوز البوابة الخشبية ليمدَّ خطاه نحوها مستقبلاً إياها بابتسامةٍ مشرقةٍ كإشراق شمسٍ تلك الظهيرة.

أبعدت مظلتها الصفراء الأنيقة عن رأسها وهي ترد على تحيته مانحة ًإياه ابتسامةً تعكس ودها الصادق.

طبع قبلةً صغيرةً على وجنتها قبل أن يتناول كفهَّا ليقبض عليه بحنانٍ مؤكِّداً غبطته:

- شكراً على هذه المفاجأة السارة.. ألم تأتي بالعربة؟!

- أحببتُ التنزه وسأكلِّفك بمهمة إعادتي إلى المنزل.

رفع كفَّها إلى شفتيه ليقبلها قبل أن يقول باسماً:

- من دواعي سروري حبيبتي.

تأملت "ميليسا" الأرجاء من حولها وهي تعبِّر بوابة الحديقة قائلة:

- كنتُ متأكدة أن المكان سيأسر القلوب ويدخل السكينة والغبطة لمن يرتاده بما أنَّه من صنعكَ أنت.

توقف "رونان" لينظر إلى وجهها الفاتن قائلاً بحب:

- إطراء كهذا هو ما يأسر القلب حقاً!!

بدلاً من أن تلمع نظرة الرضا والعشق في عينيها خذلتها مشاعرها ليتغلب عليها شعور الذنب الموجع؛ فاضحاً إياها أمام عينيه الضائعتين في غابة حدقتيها.

شعرت بقبضةٍ قويةٍ تعتصر قلبها وهو يشيح بنظراته الخائبة متمتماً بتوترٍ لم يفلح بإخفائه:

- من الجيد أنك أتيت......

لكن كلماته حُبست وصوتٌ رجولي غليظٌ يصدر من داخل المبنى هاتفاً بكلماتٍ غاضبة.

أفلت "رونان" كفَّ "ميليسا" ليسرع إلى الداخل متجهاً نحو الحجرة الواقعة في آخر الممر؛ حيث يتم تضميد الجرحى.

وجد رجلاً في العقد الخامس يقف في مواجهة "سكارليت" الملتصقة بالجدار وهي تراقبه بفزعٍ بينما كان مستمراً في اعتراضاته الحانقة.

- ما الذي يحدث؟!!

التفت الرجل إلى "رونان" الذي وقف أمامه وعيناه نحو "سكارليت" المتجمدة في مكانها.

- هذه الحمقاء مصرةٌ أن تقوم هي بتغيير ضمادتي.

- هذه هي وظيفتها هنا سيد "جاتلي".

جلوسترشير..   مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن